عرب لندن
يعود حزب العمال البريطاني إلى السلطة بعد فوزه الساحق على حزب المحافظين في الانتخابات التشريعية، حيث وعد زعيم الحزب كير ستارمر، اليوم الجمعة، بتجسيد "التغيير" و"التجدد الوطني" الذي ينتظره الناخبون عند توليه رئاسة الحكومة.
وتنتهي بذلك فترة حكم المحافظين، التي استمرت 14 عامًا، وشهدت أزمات متعددة بدءًا من البريكست وكوفيد-19 وصولاً إلى التضخم وتغير القادة المتكرر.
وقد أقر رئيس الوزراء الحالي، ريشي سوناك، بالهزيمة واتصل بزعيم حزب العمال، كير ستارمر، لتهنئته، متحملاً مسؤولية هذا الفشل الكبير.
صباح الجمعة، سيكلف الملك تشارلز الثالث كير ستارمر بتشكيل الحكومة. وسيدخل داونينغ ستريت سياسي معتدل من اليسار الوسط. وأكد كير ستارمر أن "التغيير يبدأ الآن"، شاكراً مناصريه ومجدداً وعده بتحقيق "تجدد وطني". وأضاف: "لا أعدكم بأن المهمة ستكون سهلة. الأمر لا يقتصر على الضغط على زر لتغيير البلاد بل يتطلب عملاً شاقاً وصبوراً وحازماً".
وتشير النتائج الأولية إلى النجاح الكبير الذي حققه حزب العمال، حيث ضمن أكثر من 367 مقعدًا، أي أكثر من المقاعد اللازمة للحصول على الأغلبية المطلقة في مجلس العموم.
وأظهر استطلاع لهيئة بي بي سي أن حزب العمال قد يفوز بـ408 مقعدًا من أصل 650 في مجلس العموم، مما يجعله قريبًا من النتيجة التاريخية التي حققها توني بلير في عام 1997. أما حزب المحافظين بقيادة ريشي سوناك، فيتوقع أن يسجل أسوأ نتيجة له منذ مطلع القرن العشرين، حيث قد يحصل على 136 مقعدًا فقط، مقارنة بـ365 قبل خمس سنوات.
وقد خسر عدد كبير من الوزراء الحاليين مقاعدهم النيابية، بما في ذلك وزير الدفاع غرانت شابس ووزيرة العلاقات مع البرلمان بيني موردانت، بالإضافة إلى رئيسة الوزراء السابقة ليز تراس.
ويخطط ستارمر لتحفيز النمو وتحسين الخدمات العامة وتعزيز حقوق العمال وخفض الهجرة وتقريب المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي دون التراجع عن البريكست.
في البرلمان الجديد، سيكون الليبراليون الديمقراطيون القوة الثالثة مع 66 نائبًا. بينما يدخل حزب "إصلاح بريطانيا" البرلمان لأول مرة بأربعة مقاعد، حيث سيصبح زعيمه نايجل فاراج نائبًا لأول مرة بعد ثماني محاولات.
في اسكتلندا، يتوقع أن يخسر الحزب الوطني الاسكتلندي غالبية مقاعده، ليصبح القوة الرابعة في البرلمان.
عند توليه الحكم، يتعين على حزب العمال الاستجابة لتطلعات كبيرة نحو التغيير، حيث يعاني البريطانيون من تداعيات البريكست وارتفاع الأسعار التي أفقرت الأسر.
ريشي سوناك، الذي تولى رئاسة الحكومة لمدة 20 شهرًا، لم يتمكن من تحسين شعبية حزبه، وجازف بدعوته إلى انتخابات مبكرة في يوليو، إلا أن حملته لم تكن موفقة.