عرب لندن 
 

تواجه المرشحات في الانتخابات في المملكة المتحدة تزايداً في الإساءة، حسبما أفادت تقارير من المرشحات، النشطاء والجمعيات الخيرية.

وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان”The Guardian“أفادت مرشحة من حزب العمال في شمال إنجلترا بأن "التحرش يستمر بوتيرة متسارعة" مع اقتراب موعد الانتخابات، حيث تعتبر الإساءة عبر الإنترنت مشكلة كبيرة. 

وأشارت إلى تعرضها لخطاب الكراهية والتعليقات المستهدفة، بالإضافة إلى نشر معلومات مضللة عنها وتقديم شكاوى خبيثة ضدها إلى الهيئات العامة.

وقالت” إنها تعيش أياماً تستطيع فيها أن تظهر ابتسامة جيدة وتواجه التحديات، بينما في أيام أخرى تتساءل عن مبررات الاستمرار والتحمل. 

وأشارت المرشحة للانتخابات إلى أن عائلتها تنصحها بالانسحاب بسبب الإساءات التي تتعرض لها، وأن هذه المحادثات تجري بين المرشحين وعائلاتهم في جميع أنحاء البلاد، مما يثني العديد منهم عن الترشح. وأوضحت أن هذا الوضع يؤثر سلباً على عملية الديمقراطية في البلاد “.

ومن جانبها، أكدت كريستين والاس، المرشحة المحافظة لمنطقة لوويشام ويست وإيست دولويتش، والتي شاركت في انتخابات هيئة لندن الكبرى الشهر الماضي، أنها تلقت آلاف التعليقات المسيئة.

 وقالت والاس: "لم أقرأها كلها، بل فريقي هو من اطلع على الكثير منها لأجلي". وأوضحت والاس أن هناك المزيد من الكراهية تحت منشوراتها مقارنة بزملائها الرجال، مشيرة إلى أن هذا الوضع شائع بين المرشحات.

وأكدت والاس أن الكثير من السياسة والحياة العامة تُنَظَّم الآن عبر الإنترنت، مما يجعل النساء المهتمات بالدخول في السياسة يشعرن بأنهن مضطرات للتواجد على وسائل التواصل الاجتماعي لتحقيق الترشح.

 وقالت: "النساء يعتقدن أنه من الضروري أن يكون لديهن وجود على هذه المنصات للحصول على نفس الفرص والنجاح". وأضافت: "في الماضي، كان على الناس أن يكتبوا رسائل، ويذهبوا لإرسالها بواسطة البريد، وكان لديهم الوقت للتفكير والاسترخاء، بينما الآن، يتفاعل الناس بسرعة فائقة".

وأفادت مرشحة أخرى من حزب العمال في شمال إنجلترا بأن الإساءة عبر الإنترنت غالبًا ما تكون أصعب من التعامل مع التحرش في الأماكن العامة.

 وقالت: "إذا كان شخص ما يسيء إليك على الباب أجد ذلك أسهل، لأنك بالطبع تستطيع الابتعاد". وأوضحت أنها شعرت بضرورة تحذير الشرطة قبل حدث إطلاق حملتها، بسبب تعليقات عبر الإنترنت حول أفراد أسرتها، المنطقة التي تعيش فيها، ومكان عملها، مما جعلها قلقة على سلامتها.

وأضافت: "أحيانًا تكون التعليقات شخصية للغاية، وهذا يزعجني بعض الشيء، ويقلقني، إلى درجة أنني أشعر ببعض القلق أحيانًا على سلامتي الشخصية. إنه يكفي ليخيفني قليلاً “.

 وتابعت: "كونك مرشحة هو أمر مرهق على أي حال، ولكن بسبب ما يقال أشعر بالقلق والانزعاج المستمر. بدون شك الأمر يزداد سوءاً".

وبدورها أكدت غابرييلا دي أوليفيرا، رئيسة السياسات والأبحاث والحملات لجمعية الإساءة عبر الإنترنت "جلتش"، أن أبحاثها وجدت أن الجنس كان العامل الأكثر أهمية من حيث مخاطر الإساءة عبر الإنترنت، ولكن النساء السوداوات كن في خطر غير متناسب. 

وأضافت: "نحن نعلم أن العديد من النساء استقلن وأشرن إلى الإساءة عبر الإنترنت كسبب. نحن لا نعرف عدد النساء اللواتي لم يقدمن أنفسهن؛ لأنهن لا يرغبن في التعرض لهذا الموقف".

وأظهرت أبحاث أجرتها لجنة الانتخابات حول تجارب المرشحين في انتخابات مايو المحلية أن 43% من المشاركين في إنجلترا أبلغوا عن تعرضهم لأنواع مختلفة من الإساءة أو الترهيب، ووصف 10% منهم هذه الظاهرة بأنها مشكلة خطيرة. وعندما عُرضت سيناريوهات محددة على المرشحين، مثل تلقي تهديدات جسدية أو تهديدات تجاه العائلة والأصدقاء والموظفين، أفاد 56% من المشاركين بأنهم تعرضوا للإساءة.

وأبدت المرشحات قلقًا بشكل خاص، حيث إن 56% منهن تجنبن الحملات الانتخابية وحدهن، بينما كانت نسبة الرجال الذين فعلوا ذلك 19%.

 وأكد فيجاي رانجاراجان، المدير التنفيذي للجنة الانتخابات، على أهمية الحملات الانتخابية للديمقراطية قائلاً: "الحملات الانتخابية أمر حيوي لديمقراطيتنا، وعادة ما تُجرى بطريقة محترمة. ومع ذلك، توضح أبحاثنا أن عددًا كبيرًا من المرشحين يواجهون التحرش والإساءة بشكل متزايد".

 

 

 

 

 

 

 

 

 

السابق تحذيرات رسمية لقاض بريطاني بسبب "Like" لمنشور يقول "إن العدالة ستتحقق للفلسطينيين!"
التالي حزب العمال البريطاني يطلق برنامجه الانتخابي .. خلق الثروة هو المفتاح