عرب لندن
كشفت معلومات جديدة أن الجيش البريطاني سير 60 طائرة إلى إسرائيل منذ بدء القصف على غزة في أكتوبر الماضي. وقد انطلقت معظم هذه الرحلات من قاعدة "أكروتيري" التابعة لسلاح الجو الملكي في قبرص، والتي تُستخدم سرًا من قبل القوات الجوية الأمريكية لنقل الأسلحة إلى إسرائيل.
وبحسب ما ذكرته المنظمة الاستقصائية البريطانية "Declassified" أوضحت وزارة الدفاع البريطانية في وقت سابق أن 48 رحلة تمت من أكتوبر 2023 إلى فبراير 2024، وفي الأشهر الثلاثة التالية حتى 8 مايو، تم تنفيذ 11 رحلة إضافية. كما هبطت طائرة "داسو فالكون 900" التابعة لسلاح الجو الملكي في تل أبيب قادمة من "أكروتيري" في يوم الأحد.
لا يوجد سجل لأي رحلات من قاعدة "أكروتيري" إلى إسرائيل في الستة أشهر التي سبقت 7 أكتوبر، مما أثار تساؤلات حول الغرض من هذه الرحلات، خصوصًا بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية طلبات اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت.
وعندما سئلت وزارة الدفاع البريطانية عن الغرض من كل رحلة لسلاح الجو الملكي إلى إسرائيل، أجابت: "غايات الرحلات التي أجراها سلاح الجو الملكي تشمل نقل الوزراء والمسؤولين البارزين للقيام بمشاركات دبلوماسية مع إسرائيل." تشير عبارة "تشمل" إلى أن هناك معلومات يتم إخفاؤها، حيث زار عدد قليل من الوزراء البريطانيين إسرائيل منذ بدء القصف على غزة.
وعند طلب تقديم تفاصيل كاملة حول حمولة هذه الرحلات، قالت الوزارة: "استخدمت الطائرات التي يشغلها سلاح الجو الملكي، والتي هبطت في إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 لنقل الوزراء والمسؤولين وأفراد القوات المسلحة البريطانية للقيام بمشاركات دبلوماسية ودفاعية، وللنقل المستعجل للإمدادات الطبية المنقذة للحياة. "لكن الوزارة رفضت التفصيل حول ماهية هذه "المشاركات الدفاعية".
كما رفضت الوزارة تقديم تفاصيل حول عدد الأفراد العسكريين البريطانيين الذين نُقِلُوا إلى إسرائيل على متن هذه الرحلات، وقالت للبرلمان: "هذه المعلومات ليست محفوظة مركزيًا في وزارة الدفاع، لذا لا يمكننا تقديم رقم محدد." وهذا رد غير تقليدي على سؤال برلماني ومعناه غير واضح. وكشفت معلومات سابقة أن بريطانيا نشرت سرًا 500 جندي إضافي في قاعدتها في قبرص بعد بدء القصف الإسرائيلي على غزة.
الرحلات
رفضت وزارة الدفاع أيضًا تقديم تفاصيل حول مصادر رحلاتها إلى إسرائيل، لكن تم التحقق بشكل مستقل من أن 36 مركبة نقل عسكرية قد توجهت من قاعدة "أكروتيري" في قبرص إلى تل أبيب. كانت ست منها طائرات "C-17A Globemaster III" و30 طائرة "A400M Atlas C1". تملك بريطانيا ثماني طائرات "Globemaster" و21 طائرة "Atlas".
تستطيع طائرة "C-17" نقل 134 فردًا والكثير من المعدات العسكرية، بما في ذلك دبابات "أبرامز" وثلاث مروحيات "بلاك هوك". وتلاحظ القوات الجوية الأمريكية، التي تشغل أيضًا طائرات "C-17"، أن دورها هو "الإسقاط السريع والحفاظ على قوة قتالية فعالة بالقرب من منطقة معركة محتملة". في المقابل، يمكن لطائرة "A400M" نقل 116 جنديًا مجهزين بالكامل والمعدات العسكرية بما في ذلك مروحيات "شينوك". وهذا يعني أن الجيش البريطاني قد يكون قد نقل ما يصل إلى 4,300 فرد إلى إسرائيل من قاعدة "أكروتيري" وحدها.
وذكرت صحيفة ذا صن "The Sun" في 27 أكتوبر أن وحدة "القوة الجوية الخاصة" (SAS)، وهي وحدة قوات خاصة نخبوية تعمل خارج الرقابة الديمقراطية، كانت "في حالة استعداد" في قبرص للقيام بعمليات إنقاذ الرهائن البريطانيين المحتجزين من قبل حماس والبريطانيين العالقين في غزة.
طلبت اللجنة البريطانية "D-Notice" التي تسعى إلى منع نشر المعلومات التي قد تضر بالأمن القومي، في 28 أكتوبر من المحررين جميعهم في وسائل الإعلام عدم نشر معلومات تتعلق بعمليات "SAS" في غزة. ولم تظهر أي معلومات إضافية منذ ذلك الحين.
رد وزارة الدفاع
أكد متحدث باسم وزارة الدفاع: "كما أوضحنا بشكل متكرر، لم تنقل أي رحلة لسلاح الجو الملكي إلى إسرائيل أي مساعدات فتاكة. وقد أجرى سلاح الجو الملكي عددًا من الرحلات إلى إسرائيل منذ 7 أكتوبر 2023 لدعم المشاركة الدبلوماسية للمملكة المتحدة في البلاد والمساعدة على مغادرة المواطنين البريطانيين".
وأضاف المتحدث: "تظل المملكة المتحدة مركزة على تقديم المزيد من المساعدات إلى غزة إلى حد بعيد، وقد أجرى سلاح الجو الملكي 11 عملية إسقاط جوي شمال غزة، قدمت أكثر من 100 طن من المساعدات الضرورية للفلسطينيين."