طفل يتعرض لسكتة دماغية بعد إصابته بجدري الماء!

عرب لندن

أصيب الطفل الصغير فريدي راشتون بالشلل بعد أن أدت مضاعفات نادرة لمرض جدري الماء إلى إصابته بسكتة دماغية، وهو في الرابعة من عمره فقط.

وبحسب ما ذكرته صحيفة ميرور "Mirror" انهار فريدي في منزل عائلته في ستوك أون ترينت، ستافز، في مايو من العام الماضي، بعد 11 شهرًا من إصابته بجدري الماء في مرحلة الطفولة. وأصبح الطفل بعدها غير قادر على الوقوف أو التحدث، وحذر المسعفون والديه من أنه قد لا يتمكن من المشي مرة أخرى.

وقالت والدته سارة كيلجاريف، 43 عامًا، إنها لاحظت العلامات الأولى للسكتة الدماغية بعد أن استيقظ طفلها بشكل غير مستقر على قدميه في 9 مايو من العام الماضي، على الرغم من ذهابه إلى الفراش وهو بوضع طبيعي. حيث تدحرج من سرير والديه بعد أن فقد فجأة القدرة على استخدام جانبه الأيسر واصطدم بخزانة الملابس أثناء سقوطه.

في البداية اعتقدت الأم أنه التهاب في الأذن قبل أن تنقله إلى مستشفى رويال ستوك حيث أكد الأطباء أنه أصيب بسكتة دماغية. 

وتبين بفحص التصوير بالرنين المغناطيسي أن السبب يعود لتقييد الأوعية الدموية وثقب الشريان الناتج عن جدري الماء الذي أصيب به فريدي قبل عام تقريبًا.

"كان فريدي مصابًا بالجدري المائي قبل أحد عشر شهرًا، لكننا لم نعتقد أبدًا أنه يمكن أن يسبب ذلك، لقد تسبب الفيروس في الواقع في تقييد تدفق الدم في الأوعية الدموية في دماغه مما أدى إلى السكتة الدماغية"، توضح كليجاريف.

يزيد جدري الماء من خطر الإصابة بالسكتات الدماغية لدى الأطفال، وعادةً ما يحدث ذلك خلال الأشهر الستة الأولى من الإصابة بالفيروس.

ووفق ما بينه الأطباء، الطفل لديه فرصة  للمشي مرة أخرى، وعليه منذ ذلك الحين أن يتعلم كيفية تناول الطعام والبلع مرة أخرى. ورغم تحسن حركة الطفل البالغ من العمر خمس سنوات، لكنه لا يزال يعاني من صعوبة في النطق وسيتناول الأسبرين لبقية حياته للحفاظ على سيولة الدم.

وتضيف كليجاريف: "علينا فقط أن نتعامل مع كل يوم كما يأتي رغم شعورنا بالحزن على الطفل وما زلنا نعاني من صدمة ما حدث لفريدي".

الآن يحاول فريدي وعائلته رفع مستوى الوعي بالسكتات الدماغية لدى الأطفال، ساعد هو وعائلته في إطلاق حديقة التعافي التابعة لجمعية السكتة الدماغية في معرض RHS Chelsea Flower Show جنبًا إلى جنب مع الموسيقي ومقدم البرامج التلفزيونية ميلين كلاس.

نجت مصممة الحديقة ميريا هاريس من سكتة دماغية في عام 2019، مما أدى التأثير على قدرتها على التحدث وتكوين الكلمات بشكل صحيح.

تقول هاريس في السياق: "السكتة الدماغية يمكن أن تغير حياتك بشكل عميق، الأمر بالتأكيد ليس بهذه البساطة وهناك العديد من المطبات في الطريق والتعافي ليس خطيًا  ولكن مع الدعم هناك أمل".

وتبين: "أردت التصميم مساحة غامرة وهادئة ومتفائلة لدعم الناجين من السكتات الدماغية من جميع الأعمار والاحتياجات، إنه مكان لتكون فيه بمفردك أو للتواصل مع أحبائك". 

و"بعد الإصابة بالسكتة الدماغية، أصبحت إعادة التواصل مع الأشخاص الذين أحبهم ومع الطبيعة أمرًا كبيرًا بالنسبة لي. تجربتي الشخصية والقصص التي تعلمتها من التحدث مع الناجين الآخرين أصبحت مصدر إلهام لإنشاء هذه الحديقة".

ومن جهتها قالت جولييت بوفيري، الرئيسة التنفيذية لجمعية السكتة الدماغية: "يسعدنا أن نتشرف بتقديم حديقة عرض في معرض RHS Chelsea Flower Show 2024 ونأمل أن تكون مناسبة غير عادية لفريدي وسارة والعائلة أيضًا".