عرب لندن
قال خبير متفجرات سابق في الجيش البريطاني "إنه خلال حياته المهنية التي استمرت 30 عامًا، لم ير قط منطقة صراع بمستوى الدمار والمعاناة الإنسانية الذي شهده في غزة".
حيث أمضى غاري تومبس ثلاثة أسابيع في القطاع المحاصر لتحديد موقع القنابل غير المنفجرة في غزة، التي تعرضت لما يقدر بنحو 45 ألف عبوة ناسفة خلال أول 89 يومًا من الحرب الإسرائيلية على غزة.
وقال تومبس البالغ من العمر 51 عامًا لصحيفة "الإندبندنت" "إن وقف إطلاق النار ضروري لأسباب إنسانية، ولكن أيضًا لضمان إزالة المتفجرات غير المنفجرة بأمان لضمان عدم حدوث مزيد من الوفيات في صفوف المدنيين".
وخلال رحلته مع زميله سيمون إيلمونت، الذي هو أيضًا خبير في مجال التفجيرات، قال "إنهما شاهدا بالفعل الإصابات الخطيرة التي يمكن أن تلحقها هذه الأجهزة غير المنفجرة بالأطفال الذين يسيئون فهم الخطر".
يعمل الثنائي لصالح مؤسسة Humanity & Inclusion الخيرية، التي تعمل في مناطق النزاع، وقضى كل منهما أسابيعهما في المنطقة بتسجيل القنابل والألغام غير المنفجرة والإبلاغ عن نتائجهما لخدمة الأمم المتحدة لإزالة الألغام (UNMAS).
يقول تومبس: "الوضع لا يزال معقدًا للغاية ومليئًا بالتحديات. في العديد من المناطق التي زرناها، الناس على شفا الجوع. هناك طعام متوفر في الشوارع، ولكنه مكلف للغاية وغير متاح لمعظم السكان.
وأضاف: "الطعام الطازج من الصعب الحصول عليه لذا يتم تعبئته وتخزينه. الأشخاص الذين تحدثنا إليهم فقدوا كل شيء، لجأوا إلى إقامة معسكرات مؤقتة، وهم يعيشون ببساطة بين الصدمة والخوف".
وبدوره قال المتحدث باسم الجمعية الخيرية "الإنسانية والإدراك":"تستمر الجمعية في الانزعاج من العدد الكبير جدًا من الضحايا المدنيين، ومن عدم توفر الوصول الإنساني الآمن، ومن العدد المحدود من شاحنات المساعدات التي يمكن أن تدخل قطاع غزة يوميًا".
وأضاف: "في شمال غزة، وصل الوضع إلى مستويات متطرفة، مع وجود روايات مفجعة عن تعرض المدنيين، بما في ذلك الأطفال الرضع، لمضاعفات بسبب سوء التغذية".
تأتي هذه التصريحات في الوقت الذي دعت فيه أكثر من 800 منظمة دولية إلى وقف فوري لإطلاق النار لوضع حد للوضع المأساوي في غزة وضمان تقديم المساعدة الإنسانية للسكان المتضررين.