عرب لندن

لأول مرة منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قبل ستة أشهر، قررت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية تخصيص غلافها الرئيسي بالكامل للدعوة إلى وقف الحرب فورًا. حيث جاء في العنوان الرئيسي بحروف ضخمة: "كفى. لقد حان الوقت للقيام بكل ما يلزم لإجبار إسرائيل على إنهاء حربها. يجب أن تتوقف الآن وفورًا".

ويأتي هذا في ظل استمرار التصعيد العسكري الذي تتبعه إسرائيل في قطاع غزة، وسط مخاوف دولية من تفاقم الأوضاع الإنسانية في القطاع المحاصر.

وافتتح المقال الذي نشرته الإندبندنت بقول ما يلي: "قد يبدو من الخطأ أنه بعد مقتل أكثر من ثلاثين ألف فلسطيني في غزة، فقد استغرق الأمر مقتل سبعة فقط من عمال الإغاثة الدوليين لإثارة شعور الحكومات الغربية بالغضب. ولكن هذه هي الحقيقة".

وأشار المقال إلى أن تعهدات إسرائيل بإجراء تحقيق في الحادثة، إلا أن الأمر لا يحتاج إلى الانتظار، فالأمر واضح. 

تقول الإندبندنت "إن الحقائق المعروفة ليست محلاً للنزاع، وهي تتحدث عن نفسها، ولم يكن هؤلاء السبعة من مقاتلي حماس، ولم يكونوا ينقلون قادة حماس بطريقة غير مشروعة، كانوا يعملون في المطبخ المركزي العالمي وبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة".

وأضافت "وضعت علامات وإشارات واضحة على سيارة السبعة الذين قتلوا، وكانوا يسلكون طريقًا معتمدًا لنقل المساعدات الإنسانية، ورغم ذلك قتلوا نتيجة لهجوم طائرة إسرائيلية دون طيار".

وأكدت الإندبندنت على أن السبعة الذين قتلوا أصبحوا بمثابة رمز للطريقة الخارجة عن القانون والمتهورة التي أدار بها رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو هذه الحرب.

وأشارت الصحيفة إلى أنه وبينما كان العالم يقف ذات يوم إلى جانب إسرائيل في لحظة معاناتها، فإنه يقف الآن أكثر معارضة لها وللحرب. لقد أساءت الحكومة الإسرائيلية استخدام التعاطف والدعم والمساندة العسكرية التي قدمت لها منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي.

وأكدت الإندبندنت في مقالها على ضرورة توقف إسرائيل عن تصعيد هجماتها على إيران، التي تزيد زعزعة استقرار المنطقة، وتخاطر بحياة أفراد الخدمة الأمريكية في الشرق الأوسط، وتدفع طهران إلى تحالف أوثق مع روسيا، مع كل ما يعنيه ذلك من تأثير في مصير أوكرانيا وإسرائيل، قائلة "إن الحرب في غزة ليست شأنا إسرائيليا داخليا، بل إنها تؤثر في العالم".

واختتمت الصحيفة مقالها قائلة "حان الوقت للقيام بكل ما يلزم لإجبار حكومة إسرائيل على إنهاء حربها المدمرة والنظر في الشكل الحقيقي للمستقبل الأفضل والأكثر أمانًا والأكثر ضمانًا دوليًا لدولة إسرائيل".





 

السابق 600 محام بريطاني لسوناك: "تسليح إسرائيل ينتهك القانون الدولي"
التالي استطلاع يظهر تدهور الدعم الدولي: غالبية البريطانيين يدعمون حظر بيع الأسلحة لإسرائيل!