القنال الإنجليزي: قوات فرنسية ممولة من بريطانيا تعرض حياة مهاجرين للخطر في محاولة لإعادتهم!
عرب لندن
عرضت الشرطة الفرنسية التي تمولها حكومة المملكة المتحدة حياة المهاجرين للخطر من خلال اعتراض الزوارق الصغيرة في القناة، باستخدام تكتيكات قال خبراء البحث والإنقاذ "إنها يمكن أن تتسبب في حادث جماعي".
وبحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" أظهرت أدلة جديدة صادمة حصل عليها صحيفة "ذا أوبزرفر"، بالتعاون مع تقارير "ليتهاوس"، وصحيفة "لوموند"، ومجلة "دير شبيغل" لأول مرة أن الشرطة البحرية الفرنسية حاولت بشكل فعلي إجبار القوارب الصغيرة على التراجع - وهي مناورات تُعرف بـ "الإعادة للخلف" - في محاولة لمنع وصولها إلى الشواطئ البريطانية.
اللقطات التي حُصِل عليها حديثاً، والوثائق المسربة، وشهادات الشهود تظهر أن السلطات الفرنسية استخدمت تكتيكات عدائية بما في ذلك دوران قارب المهاجرين، مما تسبب في غمر القارب بالماء؛ واصطدام بزورق صغير مع تهديد الركاب بخزان كبير من رذاذ الفلفل؛ وتثقيب القوارب عندما تكون في البحر بالفعل، مما يجبر المهاجرين على السباحة عائدين إلى الشاطئ.
وقد رفضت السلطات الفرنسية سابقاً طلبات المملكة المتحدة بتنفيذ عمليات الاعتراض في البحر، معتبرة أن ذلك يتعارض مع القانون البحري الدولي. ولكن الأدلة تشير إلى أن هناك تصاعدا في استخدام هذه التكتيكات منذ الصيف الماضي.
وتأتي هذه الأدلة في الوقت الذي تعهد فيه رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك بـ "وقف الزوارق" التي تعبر القناة، ووعد بتقديم مئات الملايين من الجنيهات لفرنسا لدفع المزيد من المراقبة وحراس الحدود لمنع الأشخاص من عبور القناة الإنجليزية.
وفي الأسبوع الماضي، تعرضت مشروع قانون الأمان الخاص برواندا (اللجوء والهجرة) الخاص بالحكومة لعدة هزائم في مجلس اللوردات، ما أدى إلى تأخير خطة رئيس الوزراء لرؤية إقلاع الرحلات وترحيل طالبي اللجوء إلى كيغالي حتى بعد عيد الفصح.
وأظهر مقطع الفيديو أن قارب دورية الشرطة كانت تتقدم نحو القارب المطاطي بسرعة، قبل أن تنعطف بشكل حاد لتخلق أمواجاً، ثم تدور وتعود مجددا.
وأكدت المصادر أن القارب الذي اُسْتُخْدِم لتنفيذ هذا الردع اُشْتُرِي من قبل السلطات الفرنسية باستخدام التمويل الذي قدمته حكومة المملكة المتحدة ضمن "معاهدة ساندهيرست"، وهي اتفاقية ثنائية للأمن الحدودي وقعت في الأكاديمية الملكية العسكرية في عام 2018.
وفي فيديو ثانياً، يظهر أفراد من قوات الدرك الفرنسية يقودون زورقًا سريعًا بجانب زورق على بعد حوالي 12 ميلًا من الساحل الفرنسي، مهددين باستخدام صهريج كبير من رذاذ الفلفل الحار ضد قارب يحمل مهاجرين، ثم يدفعون سفينتهم إلى القارب المطاطي.
ويذكر أنه منذ عام 2014، خصصت بريطانيا أكثر من 700 مليون جنيه إسترليني لفرنسا لمنع الهجرة غير النظامية.
وفي قمة عقدت في مارس 2023، أعلن سوناك أن بريطانيا ستقدم لفرنسا 500 مليون جنيه إسترليني على مدى ثلاث سنوات لتمويل حراس حدود إضافيين ومرفق جديد لاحتجاز المهاجرين، بالإضافة إلى كاميرات مراقبة فيديو وطائرات بدون طيار ومناظير ليلية بصرية، بين معدات أخرى.