عرب لندن
تنعقد، بدءا من اليوم، السبت، بالعاصمة القطرية الدوحة، الدورة الثانية لأعمال المنتدى السنوي لفلسطين، الذي يُنظّمه "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" و"مؤسسة الدراسات الفلسطينية"، وتتواصل إلى غاية الثاني عشر من فبراير/ شباط الحالي.


المنتدى الذي يتزامن، هذا العام مع عبور القضية الفلسطينية من منطقة قاسية جدا في مسارها الطويل، تركز ندواته العامّة على الأبعاد المختلفة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة، والتحديات التي تواجه المشروع الوطني الفلسطيني، لاسيما في ظل الأوضاع العالمية الجديدة، بفعل التجاذبات بين قطبي أميركا وبريطانيا، وأوروبا الغربية، من جهة، وروسيا والصين، والهند، من جهة ثانية، وتأثيرات ذلك على الوضع في فلسطين، والشرق الأوسط كله.


وانطلقت الجلسة الأولى لهذه الدورة، التي ستُقدَّم قرابة سبعين ورقة علمية محكَّمة، اختيرت من ضمن 520 طلباً للمشاركة، قُبل منها 200 مقترح، بعد محاضرة افتتاحية ألقاها المدير العام لـ"المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" المفكر العربي عزمي بشارة، سبقتها كلمة افتتاحية لرئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، طارق متري.
وقال بشارة، في المحاضرة، إن تعقيد قضية فلسطين يعود لتداخلها مع قضايا المسألة اليهودية في الغرب، والمسألة العربية في الشرق، مشيراً إلى أن استمرارها هذه المدة الطويلة دون حلّ أدّى إلى تداخلها مع قضايا إقليمية ودولية يصعب حصرها، وقد طرح العدوان على غزة تحديات جديدة على مستويات القضية الفلسطينية كلّها، وأيضاً على صعيد العلاقات الدولية والإقليمية والأبعاد الثقافية والسياسية والقانونية التي تتداخل معها.
واعتبر بشارة أن الحرب كشفت على نحو أوضح من أي وقت مضى الطبيعة الاستعمارية الاستيطانية، ليس فقط للعلاقة بين الحركة الصهيونية والشعب الفلسطيني، بل لطابع دولة إسرائيل ذاتها، مشيراً إلى أن المجتمع الإسرائيلي تصرّف مثل قبيلة موحّدة، كما في كلّ الأزمات الكبرى، بحيث تشدّه عصبية تنبذ أي رأي مخالف، وطغت غريزة الانتقام على تفكيره، مشيرا إلى أن عمليات التدمير والإبادة في قطاع غزة عبارة عن تمادي هذا النهج إلى درجة التوحش.


من جهته، اعتبر رئيس مجلس أمناء مؤسسة الدراسات الفلسطينية، طارق متري، في كلمته الافتتاحية في المنتدى، أن الضغوط المعنوية والسياسية لا تزال قاصرة في وضع حدّ للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وفرض وقف لإطلاق النار، مشيراً إلى أن التدمير يهدف إلى جعل قطاع غزة غير قابل للعيش، معتبراً في الوقت نفسه أنه بات جلياً أن تهجير أهل غزة غير مستطاع، رغم كلّ ما حلّ بهم، وذلك بسبب إصرارهم على البقاء في أرضهم.

وقال: "نشهد بالتزامن مع العنف الواسع ومنقطع النظير في غزة، تعرّض فلسطينيي الضفة الغربية لاعتداءات متصاعدة من قبل المستوطنين الذين يحظون بدعم الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية".
وخلص إلى أننا "لسنا اليوم أمام تصديق الوعود أو الوفاء بها من قبل الولايات المتحدة، بل نحن أمام اختبار المواقف العربية والدولية، ولعل المدخل إلى ذلك هو الضغط الفعلي على إسرائيل، الذي لم يمارس بعد، لإرغامها على وقف النار".


وتتوزّع الجلسة الأولى بين أربعة مسارات، يحمل أوّلُها عنوان "فلسطين وحركات التضامن العربية"، والثاني عنوان "فلسطين في السياق الدولي"، في وقت يُخصَّص المسار الثالث لمحور "حقّ العودة الفلسطيني"، أمّا الرابع فيحمل عنوان "استعادة الأرشيف المسروق".


تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر، الذي يشكل فضاءً أكاديمياً، كان قد شهد انطلاقته أواخر عام 2022 في دورته الأولى، وهو يتيح لباحثين فلسطينيين، وغير فلسطينيين من أنحاء العالم كافة، تقديم أوراق بحثية تتعلق بفلسطين وتاريخها، والقضية الفلسطينية، والأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في ظل الاحتلال، ونظام الأبارتهايد والاستعمار الاستيطاني، والصهيونية، وحركات التحرر الوطني، وفلسطين في العلاقات العربية، وفلسطين في العلاقات الدولية، وقضايا الرأي العام وغيرها من القضايا ذات الصلة.
 

السابق لأول مرة يسمح لكاميرات التلفزيون بالتصوير في محاكم شمال إيرلندا
التالي متهم بالتجسس لصالح روسيا في بريطانيا.. هل اجتمع مع رؤساء وزراء وأفراد من العائلة المالكة؟