فيديو .. مسيرة لندن الكبرى ترحب "بالهدنة" وتدعو لوقف دائم لإطلاق النار في غزة
حازم المنجد-عرب لندن
بعدما دعت الجهات المسؤولة عن تنظيم الحراك الشعبي، في الأسبوع الفائت، إلى وقفات تضامنية على المستوى المحلي في مدن ومناطق مختلفة من المملكة المتحدة، عاد مئات الآلاف من البريطانيين إلى النزول لشوارع العاصمة لندن، يوم السبت 25-11-2023، في مظاهرة حاشدة رحبت بالهدنة المؤقتة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، وما تبعها من إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، وطالبت بوقف الحرب والعمليات العسكرية بشكل دائم، وتصفية جميع مظاهر الاحتلال، وإنهاء دولة الفصل العنصري في كامل الأراضي الفلسطينية المحتلة.
شارك في المسيرة، التي انطلقت من حديقة "هايد بارك"، طيف متنوع من فئات الشعب البريطاني على اختلاف مدنهم وأعمارهم وثقافتهم وتياراتهم السياسية، للتعبير مجددا عن مناصرتهم للقضية الفلسطينية، وأكدوا وقوفهم إلى جانب الشعب الفلسطيني في محنته وما يتعرض له حرب إبادة وتطهير عرقي في غزة والضفة الغربية ومدينة القدس منذ عقود طويلة.
كما رفع المتظاهرون الأعلام الفلسطينية وحملوا لافتات تندد بالقصف الإسرائيلي للمشافي والمرافق المدنية، ورددوا هتافات تدين إرهاب حكومة نتنياهو المتطرفة، ودعوا إلى تطبيق القرارات والقوانين الدولية التي تنص على حل الدولتين، يحقق العدالة والكرامة للشعب الفلسطيني المضطهد، ويكفل عودة المهجرين قسرا منذ النكبة، ويضمن له العيش على أرضه بحرية وكرامة دون قتل واعتقال من قبل السلطات الإسرائيلية، ويجنبهم أعمال الترهيب والترويع التي يمارسها المستوطنين المتطرفين بحقهم.
وحمل المشاركون صورا لعدد كبير من الأطفال الذين استشهدوا في غزة منذ بدء العدوان الإسرائيلي، ونددوا بآلة القتل الممنهج التي تحولهم رفقة عائلاتهم إلى مجرد أرقام وأشلاء متناثرة تحت أنقاض منازلهم، منتقدين موقف حكومة رئيس وزرائهم وزعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر المنسجم والمتماهي مع موقف سوناك الرسمي، وأدان المتظاهرون صمت المجتمع الدولي إزاء جرائم الحرب التي يرتكبها الجيش الإسرائيلي، وعجزه عن التحرك لإنقاذ أرواح المدنيين التي تزهق منذ 48 يوما وتنقل في صور ومشاهد مباشرة على مرئ ومسمع جميع قادة وزعماء دول العالم.
وكرمز تضامني، شارك في المظاهرة عدد من الأطباء والمرضى والعاملين في القطاع الصحي البريطاني بلباس عملهم الرسمي، وجهوا من خلال ذلك رسالة واضحة تبرز وقوفهم إلى جانب نظرائهم الفلسطينيين في غزة، وأشادوا بالجهود الجبارة التي يبذلونها من أجل القيام بواجبهم الإنساني في تقديم الإسعافات والرعاية الطبية للمصابين والجرحى، بعدما رفضوا مغادرة القطاع وترك سكانه يواجهون مصيرهم في ساحة الموت، وسط إصرارهم على العمل في ظروف غاية بالصعوبة وفي ظل بيئة خطرة تهدد سلامة حياتهم، حيث قضى عدد من الأطباء والممرضين ورجال الإسعاف جراء قصف واقتحامات الجيش الإسرائيلي للمستشفيات والمراكز الطبية.
كما ارتدى عدد من المتظاهرين لباس الصحافيين أثناء تغطيتهم للحروب والنزاعات هدفوا من وراء ذلك توجيه الأنظار إلى العمل البطولي الذي يقوم به جميع الصحافيين الموجودين في قطاع غزة، وهم ينقلون الحقائق والمعاناة الإنسانية من على أرض الواقع، ويصورون مشاهد القصف والمجازر الإسرائيلية مباشرة من على الأرض، غير آبهين بالمخاطر والتهديدات التي تعترض حياتهم، ويصرون على مواصلة عملهم بالرغم من استشهاد عدد من زملائهم وأفراد عائلاتهم.
من جهة ثانية ركزت خطابات الشخصيات السياسية والحزبية والنقابية أمام جموع المتظاهرين على أهمية استمرار الضغط الشعبي على حكومة حزب المحافظين حتى الوصول إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة وإنهاء العدوان الإسرائيلي، ودعوا الشعب البريطاني إلى عدم التصويت وإعادة انتخاب جميع السياسيين والنواب الذين اتخذوا مواقف مؤيدة لجرائم الحرب ورفضوا وقف إطلاق النار في غزة.