عرب لندن - لندن 

 

تعتبر الشرطة السرية في بريطانيا واحدة من أكثر وكالات الاستخبارات تأثيرًا وشهرة في العالم. وقد تأسست هذه الوكالات لحماية أمن المملكة المتحدة ومصالحها القومية، ولديها تاريخ طويل ومليء بالتحديات والإنجازات. يهدف هذا التقرير إلى استكشاف دور الشرطة السرية في بريطانيا وكيف تعمل في الظلام للحفاظ على الأمان القومي.

تأسست وكالة (MI6) أو "الخدمة السرية الخارجية" في عام 1909 وهي مسؤولة عن جمع المعلومات الاستخباراتية والتحركات في الخارج. ومن الجدير بالذكر أنها لعبت دورًا مهمًا خلال الحروب العالمية والحروب الباردة، وتستمر في العمل على مر السنين.

من جهة أخرى، تأسست وكالة (MI5) أو "الاستخبارات العسكرية الداخلية" في عام 1909 أيضًا وهي مسؤولة عن التحقق من التهديدات الداخلية ومكافحة الإرهاب والتجسس الأجنبي. ,وتعمل هذه الوكالة بشكل مخفي في المملكة المتحدة وتسعى جاهدة للكشف عن التهديدات قبل أن تصبح واضحة.

وتشمل مهام الشرطة السرية في بريطانيا مراقبة النشاطات الاستخباراتية للأعداء المحتملين والتجسس عليهم. يتم ذلك من خلال جمع المعلومات من مصادر متعددة بما في ذلك المصادر البشرية والتكنولوجية. يتعين على أفراد هذه الوكالات العمل تحت أغطية وهمية وتحت أسماء مستعارة للحفاظ على هويتهم الحقيقية.

تكمن أهمية هذه الوكالات في منع التهديدات الأمنية والإرهاب والتجسس الأجنبي، وتحديد الأشخاص والمنظمات التي تشكل تهديدًا لأمن المملكة المتحدة وشعبها.

ومن بين أحدث الأمثلة على العمل الذي قامت به الشرطة السرية هي القبض على الجندي السابق دانييل خليفة ، بعد فراره من السجن لمدة تزيد عن 48 ساعة. 

ويواجه الشاب البالغ من العمر 21 عاماً تهمة التجسس لدولة معادية – فُهم أنها إيران – والتخطيط لوضع قنبلة مزيّفة.

واستطاعت الشرطة ضبط خليفة في تشيسويك، غرب لندن، يوم السبت بعد أن فر من سجن " HMP Wandsworth" وهو يرتدي زي طباخ صباح الأربعاء. 

وتستخدم الشرطة السرية في بريطانيا أحدث التقنيات والتكنولوجيا للمراقبة والتجسس. يشمل ذلك استخدام أنظمة المراقبة الذكية، والاستفادة من التحليلات البيانات الكبيرة لتحليل المعلومات، والتشفير لحماية البيانات الحساسة.

وتواجه الشرطة السرية تحديات مستمرة بما في ذلك تطور تهديدات الإرهاب والجريمة السيبرانية، وضرورة الامتثال لقوانين الخصوصية وحقوق الإنسان، وضغوط العمل السري.

إليك ثلاثة أمثلة على نجاح الشرطة السرية في بريطانيا في إحباط العمليات التي تهدد الأمن القومي خلال العقدين الماضيين

1-  تفجيرات بالقنابل المسمارية - لندن:  في عام 1999، واجهت لندن تهديدًا خطيرًا عندما بدأ الإرهابي ديفيد كوبيلد، بتنفيذ سلسلة من التفجيرات المسمارية. هذه التفجيرات كانت موجهة نحو المجتمعات المتنوعة في لندن، بما في ذلك مناطق تجمع الأقليات.

وتمكنت شرطة متروبول لندن ووكالة MI5 من تحديد هوية الإرهابي وتعقبه بشكل دقيق باستخدام معلومات استخباراتية وتحليلات ذكية. عندما حاول كوبيلد تنفيذ تفجير ثالث في مطعم في بريكستون، تم اعتقاله من قبل الشرطة السرية في عملية ناجحة.

2- هجوم جسر لندن: في 3 يونيو 2017، وقع هجوم إرهابي مروع على جسر لندن بريدج في العاصمة البريطانية لندن، حيث قام ثلاثة إرهابيين بدهس مارة بواسطة سيارة ومن ثم هاجموا المارة بسكاكين في المنطقة المجاورة. الهجوم أسفر عن مقتل 8 أشخاص وإصابة العديد آخرين.

تدخلت الشرطة بشكل سريع وحاسم لإحباط الهجوم وتم قتل الإرهابيين الثلاثة في المكان. تبين أن المهاجمين كانوا يحملون أحزمة ناسفة مزيفة، مما أثار حالة كبيرة من الهلع. وقد تم تحقيق تقديرات إيجابية بشأن استجابة الشرطة السرية وسرعتها في التعامل مع الحادث.

3- عملية بيتربورو: في عام 2018، نجحت الشرطة السرية البريطانية في إحباط مؤامرة إرهابية كانت تستهدف القيام بهجمات كبيرة. تم اعتقال مجموعة من الأفراد الذين كانوا يخططون لهجمات إرهابية في مدينة بيتربورو بإنجلترا.

وراقبت الشرطة السرية المشتبه بهم لعدة أشهر، وجمعت الشرطة معلومات دقيقة عن نواياهم وتحركاتهم. تم تنفيذ عملية اعتقال سرية في أكتوبر 2018، وتم اعتقال المشتبه بهم ومصادرة معدات تستخدم في تنفيذ الهجمات المزمعة.

وتظل الشرطة السرية في بريطانيا جزءًا لا يتجزأ من الجهود الوطنية للحفاظ على أمن المملكة ومكافحة التهديدات الأمنية. 

ومن المهم أن نلاحظ أن معظم الأعمال التي تقوم بها الشرطة السرية ووكالات الاستخبارات تظل سرية بسبب طبيعة عملهم ومخاوف الأمن القومي. لذا، العديد من نجاحاتهم تظل غير معلنة للجمهور. تستمر هذه الوكالات في اللعب بدور حاسم في الحفاظ على أمن المملكة المتحدة ومصالحها.

 

السابق ريشي سوناك يتحدث عن زيارته الأخيرة للهند على أنها بلد يحبها لا كأنها بلده.. فما الحكاية
التالي وفاة البريطاني إيان ويلموت قائد الفريق المسؤول عن استنساخ النعجة دولي