عرب لندن
أعلنت المملكة المتحدة، الاثنين، عزمها زيادة إنفاقها العسكري والأمني لمواجهة التهديد الذي يمثله "التقارب المتزايد بين الدول الاستبدادية"، ولا سيما الصين وروسيا.
ففي مراجعة محدثة لاستراتيجيتها الدفاعية والدبلوماسية، نشرتها الاثنين، تواصل الحكومة البريطانية اعتبار روسيا بقيادة فلاديمير بوتين "التهديد الأكثر إلحاحا لأمن المملكة المتحدة"، مع تداعيات غزو أوكرانيا.
لكن في هذه الوثيقة الواقعة في أكثر من 60 صفحة بعنوان "الاستجابة لعالم أكثر تنافسية وغير مستقر"، تعتبر لندن أن الصين تشكل "تحديا مع تداعيات تقريبا على كل مجالات السياسة الحكومية".
وفي مجال التكنولوجيا والأبحاث والدفاع والثقافة، ينظر إلى بكين على أنها تريد "بوضوح متزايد (...) بناء نظام دولي محوره الصين يلائم بشكل أكثر نظامها الاستبدادي".
وتبين هذه المراجعة الاستراتيجية بالتفصيل كيف تنوي الدولة إنفاق 5 مليارات جنيه إسترليني (5,6 مليارات يورو) خلال عامين في مجال الدفاع، وتستهدف خاصة قدرتها النووية وتجديد مخزونها من الذخيرة.
ستنشئ لندن خصوصا "صندوقا متكاملا للأمن" بقيمة مليار جنيه إسترليني (1,13 مليار يورو)، وهيئة لحماية الأمن القومي لتحسين قدرة منشآتها الأساسية على الصمود.
وتريد الحكومة زيادة ميزانيتها الدفاعية لتبلغ 2,5 بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي في مقابل 2,2 بالمئة حاليا.
ولدى عرض هذه الخطة أمام مجلس العموم، دافع وزير الخارجية جيمس كليفرلي عنها بالقول "لا يمكننا أن نتجاهل السلوكيات الاقتصادية والعسكرية التي تزداد عدوانية للحزب الشيوعي الصيني".
في المقابل، أشاد بتعاون لندن مع حلفائها الأوروبيين والأميركيين، خصوصا ضمن حلف شمال الأطلسي (ناتو).
وكانت المملكة المتحدة راجعت سياستها الأمنية والدفاعية قبل عامين، في تحديث غير مسبوقة منذ الحرب الباردة، وللمرة الأولى منذ بريكست.
وتؤكد هذه النسخة المحدثة الأولويات التي حددت حينها، لكنها تعزز الاستراتيجية المخصصة لآسيا لمواجهة بكين.
وفي مقدمة التقرير، قال رئيس الوزراء ريشي سوناك إن "الصين تشكل تحديا غير مسبوق للنظام الدولي الذي ندافع عنه، في مجال الأمن والقيم على حد سواء، وبالتالي يجب أن يتطور نهجنا".
رحب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، في تغريدة بالاستراتيجية البريطانية التي "تؤكد من جديد (...) دورها الحيوي في الناتو".
ويقوم سوناك بزيارة الاثنين إلى الولايات المتحدة حيث من المقر ر أن يلتقي الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي في إطار تحالف "أوكوس" العسكري بين الدول الثلاث، وهو تحالف تنظر إليه بكين بعين الريبة.