عرب لندن - لندن
عثرت الشرطة الأسترالية على جثتي امرأتين من المملكة العربية السعودية، بعد أن طرقت باب الشقة حيث يقطنون بسبب الخوف على سلامتهما.
وتكدست رسائل البريد أمام الباب، بينما لم يصل مالك العقار الإيجار منذ أكثر من 3 أشهر.
وفي السابع من يونيو/حزيران، وجدت الشرطة الجثتين كل منهما في غرفة منفصلة، بعد مرور أسابيع على الوفاتين.
وبحسب شبكة "بي بي سي"، لا تزال القضية تحير الشرطة بعد مرور شهرين عليها على الرغم من التحقيقات المكثفة للوقوف على ملابسات ما حدث لإسراء عبدالله السهلي، 24 عاما، و آمال عبدالله السهلي، 23 عاما.
وبدورها، أكدت الشرطة أن ليس هناك ما يدل على اقتحام غريب للشقة عنوة، ولا توجد علامات على وجود إصابات، مما أدى إلى وصف ظروف الوفاتين بالـ "مريبة" و"غير العادية".
وانتقلت الأختان إلى أستراليا من المملكة العربية السعودية عام 2017، وطلبتا اللجوء فور الوصول. وبحسب ما تم الكشف عنه حتى اللحظة، فإن الشرطة استبعدت وجود صلة بين عائلتهما وحادثتي الوفاة.
وبحسب مدير المبنى الذي كانت تقيم فيه الشقيقتان، فإن المتوفيتين طلبتا فحص الكاميرات خلال الأشهر التي سبقت وفاتهما، مشيرا إلى أنهما شعرتا بالقلق من أن شخصا ما يعبث بطلبيات الطعام التي كانت تصلهما.
غير أن الكاميرات لم تكشف عن أي شيء من هذا القبيل.
إضافة إلى ذلك، فقد طلب مدير المبنى، مايكل بيرد من الشرطة التواصل معهما للتأكد من أنهما بخير في مارس/آذار، حينما أكدتا أنهما بخير.
وذكرت صحيفة "سيدني مورنينغ هيرالد" الأسترالية أن إحدى الشقيقتين كانت تخشى التعرض للاضطهاد في السعود بسبب ميولها الجنسية، بينما كانت الأخرى تخشى الاضطهاد بسبب تحولها للإلحاد، وهما أمرين مخالفين لقوانين السعودية.
وأشارت تقارير أن طلبات لجوء الشقيقتين رفضت، مما أدى إلى إصابتهما بالإحباط والتوتر.
وقالت صوفي ماكنيل، وهي باحثة في منظمة هيومن رايتس ووتش، إنه بغض النظر عن الطريقة التي ماتت بها الشقيقتان، فمن الواضح أن أستراليا قد خذلتهما.
وقالت ماكنيل لـ "بي بي سي"، أن طالب اللجوء يعاني من صعوبات بشكل عام، إلا أن النساء السعوديات "يجن صعوبة خاصة" بسبب عرضتهم للخطر.
وأضافت: "إذا كنت سورية أو أفغانية، يمكنك الاستفادة من دائرة أوسع من الأشخاص الذين هم في وضع مماثل، لكن مجتمع طالبات اللجوء السعوديات صغير جدا، وهناك الكثير من الخوف، والكثير من الشكوك".
وأشارت ماكنيل إلى أن هذه القضية تؤكد ضرورة دعم أستراليا لمجتمع طالبي اللجوء السعوديات بشكل أفضل، مضيفة: "من الواضح أنهما واجها الشعور بالوحدة والخوف".
وتابعت: "لقد جاءا إلى هنا من أجل الأمان ولم نساعدهما".