عرب لندن
قبل حلول ظهر يوم 25 كانون الأول/ديسمبر، وبينما كان البعض يفتحون هداياهم، كانت طوابير تمتد أمام مركز التلقيح ضد وباء كوفيد-19 في حي ريد بريدج في لندن.
ففي مواجهة الانتشار السريع للمتحورة أوميكرون عن فيروس كورونا، تواصلت حملة التطعيم في المملكة المتحدة بوتيرة غير مسبوقة حتى يوم الميلاد.
وقال سيف خورشيد لوكالة وكالة فرانس برس عندما وصل لتلقي اللقاح "إنه أمر لم يكن من الممكن تخيله إطلاقا، فلم يكن أحد يتصور أن يعيش عيد ميلاد كهذا أو سنة كهذه"، موضحا "كانت سنة تطعيم بامتياز، فترة لم يسبق لها مثيل".
وأقيم مركز التطعيم في مبنى بلدية ريد بريدج، الحي الشعبي في العاصمة البريطانية. ويستقبل عناصر من هيئة الخدمات الصحية الوطنية الجمهور مرتدين قبعة بابا نويل. على الجدران، ك تبت عبارة "عيد ميلاد سعيد" بأحرف كبيرة إلى جانب ملصق يظهر فيه قزم من اقزام بابا نويل يقوم بتلقيح قزم آخر.
وتؤكد الصيدلانية سمران جوهال، التي حضرت للعمل في المركز في يوم العطلة هذا، أن العمل الجماعي يسمح بإضفاء جو احتفالي، مضيفة "أعتقد أن الجميع يريد أن ينتهي هذا قريبا، حتى نتمكن من العودة حياة طبيعية نوعا ما. هذا عامل محفز بالنسبة لنا أيضا".
في مواجهة تفشي الإصابات بالمتحورة أوميكرون الشديدة العدوى، الذي وصفه بوريس جونسون بـ"عملية مد"، دعا رئيس الوزراء إلى التعبئة العامة لتقديم جرعة معززة لجميع البالغين في المملكة المتحدة بحلول نهاية العام.
واستفاد أكثر من 32 مليون شخص حتى الآن من هذه الجرعة الثالثة، أي 56 بالمئة ممن تبلغ أعمارهم 12 عاما وما فوق، بمعدل نحو مليون حقنة في اليوم، وهي وتيرة لم يتم بلوغها حتى في الربيع، في أشد حملة التطعيم ضد كوفيد.
تم حشد المتطوعين واستدعاء أكثر من 700 جندي للمشاركة في هذا المجهود الوطني، حيث تقرر أن يستمر التطعيم حتى خلال يوم عيد الميلاد.
وقال مارك سانتوس، المستشار في بلدية ريد بريدج الذي جاء للإشراف على حسن سير الحملة، "يوجد 20 متطوعا و20 موظفا من هيئة الخدمات الصحية الوطنية هنا يقدمون اللقاح على مدار اليوم، وهذا يظهر بحق ما الذي ينهمك فيه الناس".
تعد لندن بؤرة لعودة تفشي الوباء في المملكة المتحدة التي سجلت أكثر من 147 ألف حالة وفاة جراء كوفيد-19 منذ آذار/مارس 2020.
في الأيام الأخيرة، ارتفع عدد الاصابات في البلاد بشكل كبير ليتجاوز 100 ألف إصابة يومية، كما ازدادت الاصابات التي تسلتزم دخول المستشفى وخاصة في العاصمة.
أعلنت ويلز وايرلندا الشمالية واسكتلندا فرض قيود أكثر صرامة تبدأ غداة عيد الميلاد. أما في انكلترا، فإن حكومة بوريس جونسون تحاول كسب الوقت معتمدة بشكل خاص على الدراسات التي تظهر ان الاعراض المرافقة للاصابة بالمتحورة أوميكرون خفيفة مقارنة بالمتحورة دلتا، إلا أن هذه الدراسات أظهرت بالمقابل أن تأثير المتحورة الجديدة يهدد بوضع المستشفيات تحت الضغط نظرا للعدوى الشديدة التي تؤدي إلى ارتفاع عدد الاصابات.
وذكرت الصحافة البريطانية أنه قد يتم اتخاذ قرار بتشديد التدابير الاثنين. واكتفى جونسون في الوقت الحالي باطلاق خطته البديلة التي تتضمن وضع الكمامة في الأماكن المغلقة والعمل عن بعد وابراز التصاريح الصحية لدخول النوادي الليلية والتجمعات والتركيز على التطعيم.
الا ان تفشي العدوى يتواصل منذ ذلك الحين، ما أدى إلى إغلاق العديد من الشركات وإلغاء رحلات بسبب لزوم موظفين الحجر.