ستارمر يكشف عن خطة لتسريع بناء المفاعلات النووية وخلق فرص عمل جديدة
عرب لندن
أعلن حزب العمال بقيادة السير كير ستارمر عن خطط لتقليص البيروقراطية التي تعيق بناء المفاعلات النووية في المملكة المتحدة، بهدف تعزيز طاقة نظيفة وبأسعار معقولة، بالإضافة إلى خلق فرص عمل عالية المهارة. وتشمل الإصلاحات التي تم الكشف عنها اليوم تسريع عمليات التخطيط والبناء للمفاعلات النووية، وهو ما يُعتبر خطوة هامة لدعم النمو الاقتصادي في البلاد.
ووفقاً لما ورد في موقع قناة “سكاي نيوز” Sky News، تسعى الحكومة إلى تسهيل بناء مفاعلات نووية جديدة عبر إزالة القيود البيروقراطية التي كانت تحد من مشاريع الطاقة النووية في المملكة المتحدة، والتي لم تشهد بناء محطة طاقة جديدة منذ عام 1995. ويأتي هذا في وقت تشهد فيه المملكة المتحدة تأخيرات كبيرة في مشاريع طاقة نووية حالياً، مثل مشروع هينكلي بوينت سي في سومرست، والذي تأخر تاريخ اكتماله لسنوات بسبب التضخم ونقص العمالة، في حين تأثر مشروع Sizewell C في سوفولك بالتأخير وارتفاع التكاليف.
وتتضمن الإصلاحات المُعلنة اليوم السماح ببناء محطات الطاقة النووية الصغيرة (SMRs) لأول مرة في المملكة المتحدة، مع تضمينها في إرشادات التخطيط الوطني. وتعد هذه المفاعلات أرخص وأسرع في التصنيع وأكثر أمانًا مقارنة بالمفاعلات التقليدية، ما يجعلها جزءًا أساسيًا في جهود البلاد للانتقال إلى طاقة أنظف.
ومن ضمن الإصلاحات الأخرى:
إلغاء القائمة التي تقتصر على تطوير الطاقة النووية في ثمانية مواقع محددة.
إزالة تاريخ انتهاء صلاحية قواعد التخطيط النووي، مما يضمن عدم توقف المشاريع.
إنشاء فريق عمل تنظيمي نووي جديد لتسريع بناء المحطات النووية.
وفي تعليقه على هذه الخطط، قال السير كير ستارمر: "لقد خذلنا في هذا المجال لعدة عقود، ولن نسمح بذلك بعد الآن. سنغير القواعد لدعم بناء الطاقة النووية في بلادنا، مما يساهم في توفير طاقة أرخص وفرص عمل جديدة". وأكد أن هذه الخطط جزء من رؤية أوسع لجعل المملكة المتحدة قوة عالمية في مجال الطاقة النظيفة بحلول عام 2030.
وفيما رحبت النقابات ومجموعات الأعمال بهذه الإصلاحات، عبّر دعاة حماية البيئة عن قلقهم من أن الطاقة النووية قد لا تكون بديلاً مستدامًا للطاقة المتجددة مثل طاقة الرياح والطاقة الشمسية. وقال الدكتور دوج بار، مدير السياسات في منظمة السلام الأخضر في المملكة المتحدة: "نعتقد أن حكومة حزب العمال قد تبنت دعاية الصناعة النووية دون تقييم كافٍ للآثار البيئية طويلة المدى".
ورغم هذه الانتقادات، رحب الخبراء في قطاع الصناعة النووية بهذه التغييرات، حيث قال توم جريتريكس، الرئيس التنفيذي لرابطة الصناعة النووية: "إن هذا الإعلان يرسل أقوى إشارة حتى الآن بأن الطاقة النووية الجديدة ضرورية لنمو الطاقة النظيفة. هذا التغيير في النظام التخطيطي سيمنح المستثمرين والمجتمعات ثقة أكبر ويسمح بتسريع بناء محطات نووية جديدة".
ومن جهة أخرى، أكد وزير الطاقة إد ميليباند أن الطاقة النووية ستكون أساسية في خلق "آلاف الوظائف الماهرة"، بالإضافة إلى أنها ستضمن المملكة المتحدة طاقة مستقرة بعيدة عن تقلبات الأسواق العالمية.