عرب لندن
"إنها فوضى عارمة"، على حد قول رئيس شركة نقل بري يخوض، على غرار جميع الشركات البريطانية، سباقا ضد الساعة استعدادا للخروج من الاتحاد الأوروبي الذي يصبح واقعا فعليا في الأول من كانون الثاني/يناير، بدون أن يتضح ما إذا سيكون من الممكن بعد هذا الاستحقاق عبور الحدود الأوروبية.
بالنسبة إلى تيري غودوين، فإن الاستعدادات لليوم الحاسم الذي سيمثل خروج المملكة المتحدة من السوق الأوروبية الموحدة بعد عام من المرحلة الانتقالية، لها طعم مرير إذ تكافح شركته "كونفيرانس هول إنترناشونال" للتعافي من تداعيات الوباء.
في مقرها الرئيسي في شوبهام، بجنوب غرب لندن، تصطف المركبات الثقيلة الصفراء جنبا إلى جنب، وهي علامة واضحة على التباطؤ الاقتصادي بسبب الوباء والمستقبل غير المؤكد للشركات على جانبي القناة.
وقال غودوين، المدير العام للشركة المتخصصة في نقل معدات المؤتمرات، والتي عادة ما يكون لديها شاحنات تجوب أوروبا "هذا الأمر مقلق إلى حد كبير". وأوضح لوكالة فرانس برس "نحاول الاستعداد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي من خلال استيضاحنا عن الوثائق التي سنحتاج إليها للذهاب إلى أوروبا. كل هذا يسبب لنا الكثير من المشكلات".
يدفع هذا الوضع الشركات على جانبي الحدود إلى التخزين، ولا سيما تلك العاملة في الصناعة والإنتاج الغذائي، ما تسبب في زحمة خانقة للشاحنات في المنطقة المحيطة بميناء دوفر.
ولعلمها أن الوضع قد يزداد سوءا في 1 كانون الثاني/يناير، تقوم الحكومة ببناء مواقف ضخمة للشاحنات في جنوب شرق إنكلترا، وستقدم أيضا تصاريح دخول لمركبات البضائع الثقيلة التي ترغب في دخول مقاطعة كنت حيث تقع دوفر.
وحذر مسؤول السياسات في جمعية "رود هالدج أسوسييشن" للنقل البري، دانكن بوكانان، نهاية الأسبوع الماضي، على تويتر، "سواء كان هناك اتفاق أم لا، من المستحيل أن يكون لديكم حدود تعمل بشكل فعال في الأول من كانون الثاني/يناير. المملكة المتحدة متأخرة والشركات الأوروبية ليست مستعدة بعد".
كما أن زبائن شركات النقل يشعرون بالقلق أكثر مع اقتراب الموعد النهائي لبريكست. وقال مايكل ألين رئيس شركة "إم جيه ألين" البريطانية التي تتخذ مقرا لها في كنت والتي تزود قطع غيار السيارات في أوروبا "ستكون هناك نماذج لملئها، لكننا لا نعرف ما سي فرض من رسوم جمركية".
وإذا كان يخشى الاختناقات المرورية على الحدود فيبقى خوفه "الأكبر هو الرسوم الجمركية" التي ستفرض في حال "عدم التوصل إلى اتفاق"، كما أكد ألين لوكالة فرانس برس، لأنها هي التي ستساهم، بالإضافة إلى عدم اليقين، في إقناع بعض الزبائن باختيار الموردين الموجودين في الاتحاد الأوروبي.
في الوقت الحالي، تحاول شركات النقل التعرف على القواعد المعقدة لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي والتي ستنهي ما يقرب من 50 عاما من التنقل الحر من القارة وإليها.
وسيتعين عليها إعادة تعلم مهارات معينة مثل التعامل مع المستندات وملء البيان الجمركي مسبقا والحصول على البرمجيات المناسبة وطلب ترخيص "إتش جي في" الدولي والاستعداد للتوقف عند النقط الحدودية للتفتيش.
ومن المرجح أن يطلب من شركات النقل تصريحا دوليا للسفر عبر الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي صادرا عن "المؤتمر الأوروبي لوزراء النقل".
وقال غودوين الذي يمكنه اللجوء إلى جمعيات الصناعة للحصول على المساعدة أو البحث في وثائق حكومية مؤلفة من 300 صفحة "هناك الكثير من المستندات التي يجب ملؤها".
وأوضح جون تشابلن مدير عمليات النقل في شركة غودوين "نحن نعمل كثيرا من المنزل بالإضافة إلى ساعات العمل في المكتب". وتابع "في نهاية المطاف، عليك أن تكون مستعدا لأنه بخلاف ذلك، لن تعبر الحدود بكل بساطة".