عرب لندن
واجهت الحكومة البريطانية انتقادات شديدة، اليوم الأربعاء، لتخطيطها لإعادة فتح حدائق الحيوانات في إطار إجراءات تخفيف الإغلاق المفروضة في مواجهة فيروس كورونا المستجد لكن وسط عدم تمكنها من ضمان عودة فورية للتلاميذ إلى المدارس.
في هذا الوقت دافع رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، الأربعاء، عما وصفه جهود بريطانيا "المدهشة" في مواجهة فيروس كورونا المستجد، رافضا الاتهامات بأنه مع تسجيل أعلى حصيلة وفيات في أوروبا لا يمكن لحكومته أن تتباهى بشيء.
وقد تأكدت وفاة 40 ألف شخص في بريطانيا بوباء كوفيد-19 حتى الآن رغم أن الحصيلة ترتفع إلى 50 ألفا إذا تم احتساب الحالات المشبوهة. وبذلك تكون بريطانيا تسجل أعلى حصيلة وفيات في أوروبا والثانية في العالم بعد الولايات المتحدة.
واعتبر مسؤولو قطاع التعليم أن إقرار الحكومة الثلاثاء بعدم تمكنها من إعادة فتح معظم المدارس في انجلترا هذا الشهر سيؤدي إلى تعميق الهوة بين أولاد العائلات الثرية وهؤلاء من العائلات الأفقر.
وقال زعيم المعارضة العمالية كير ستارمر لرئيس الوزراء البريطاني في البرلمان إن "الترتيبات الحالية للحكومة غير فعالة، لقد فقد الأهالي الثقة في مقاربة الحكومة وسيفوت ملايين التلاميذ ستة أشهر من التعليم، وسيزيد التفاوت" في ما بينهم.
ورد جونسون بوصف تصريحات ستارمر بأنها متناقضة، متهما نقابات الأساتذة القلقة على صحة أعضائها، بعرقلة خططه لإعادة فتح المدارس.
وقال رئيس الحكومة "الأسبوع الماضي كان يقول (للبرلمان) إن العودة إلى المدارس لا تزال غير آمنة، وهذا الأسبوع يريد أن يتوجه المزيد من الأطفال إلى المدارس. أنا اعتقد انه عليه أن يقرر فعليا ما يريده".
لكن طريقة إدارة جونسون للأزمة الصحية الناجمة عن انتشار فيروس كورونا المستجد لاقت انتقادات أيضا في صفوف أشد مؤيديه في وسائل الإعلام اليمينية.
وبلغت حصيلة الوفيات الرسمية في بريطانيا 40 ألفا و883.
وكتبت صحيفة ديلي تلغراف نقلا عن إحدى الأمهات "إذن يمكن لأولاد الأمة أن يتوجهوا إلى ثورب بارك (متنزه ترفيه في جنوب شرق انجلترا) في غضون أسبوعين، لكن لا يمكن لأولادي أن يتوجهوا إلى المدرسة في المستقبل القريب؟".
وكان يفترض أن يعلن جونسون في وقت لاحق الأربعاء أنه سيكون بوسع البريطانيين أن يزوروا حدائق الحيوانات ومتنزهات أخرى اعتبارا من الأسبوع المقبل.
وفي معرض رده على ستارمر، تحدث جونسون خلال الجلسة عن "إنجازات مدهشة" لنظام الصحة الوطني في بناء مستشفيات للطوارئ وكثير منها لم يتم استخدامه. وأضاف "كان أمرا مدهشا كيف أن البلاد تحركت لاعتماد إجراءات التباعد الاجتماعي وجعل الوباء تحت السيطرة بالطريقة التي قمنا بها".
وأوضح جونسون أنه يتبع حاليا خطته لتخفيف العزل تدريجيا قائلا "لدينا خطة ونحن نتبعها وسنلتزم بها".
وقررت غالبية الأهالي إبقاء الأولاد في المنازل حين أعادت المدارس فتح أبوابها للتلاميذ الصغار في انكلترا الأسبوع الماضي. وقال وزير المالية ريشي سوناك "أنا شخصيا أعتقد أن كل يوم يفوت فيه أولادنا المدرسة يعتبر كارثة. سيترك ذلك بالتأكيد أثرا على مستقبلهم". وأضاف "لكن لا يمكننا القيام بذلك دفعة واحدة، يجب أن نتخذ إجراءات حذرة وخطوات مدروسة".
وحذر ناشطون في مجال التعليم ومناهضة العنصرية من أن الدروس عبر الانترنت في المنازل تسيء للأولاد من عائلات فقيرة بشكل أساسي، لأنه ليس لديهم إمكانية الحصول على أجهزة كمبيوتر أو يرتادون مدارس ليس لديها برامج تعليم متطورة على الانترنت.
وقالت مديرة مركز أبحاث حول المساواة العرقية زبيدة حق أمام جلسة استماع برلمانية الأربعاء إن "الأطفال من عائلات فقيرة خسروا كثيرا من التعليم عن بعد خلال الأشهر الماضية". وأضافت "كما أن الأمر لا يرتبط فقط بالتعليم، لقد خسر هؤلاء الأولاد التفاعل الاجتماعي والنفسي" مشيرة إلى مشاكل تتعلق بالصحة النفسية للأطفال.
ومن المرتقب أن يعود التلاميذ في ويلز إلى المدارس في وقت لاحق هذا الشهر، وفي اسكتلندا في مطلع آب/اغسطس وفي ايرلندا الشمالية في أيلول/سبتمبر.