عرب لندن
بدا، اليوم الأحد، أن السيناريو الأسوأ في منطقة الشرق الأوسط ينحو إلى التراجع، بعد عشرة أيام من التوتر المتصاعد، فقد صدرت تصريحات أقل سخونة سواء من الولايات المتحدة أو إيران.
ورغم أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبقى، الأحد، على ضغوطه مع تحذير جديد لإيران من قمع التظاهرات، فإن وزير دفاعه أكد أنه لا يزال مستعدا لمحاورة القادة الإيرانيين.
وفي طهران، انتشرت شرطة مكافحة الشغب بعدد كبير بعد دعوة إلى التظاهر، غداة تجمع تكريمي لضحايا الطائرة الأوكرانية التي أسقطت "خطأ" بصاروخ إيراني. وكانت الشرطة فرقت تجمع السبت، الذي تخلله إطلاق طلاب شعارات مناهضة للسلطات.
وأقرت إيران، يوم أمس السبت، بمسؤوليتها عن مأساة الطائرة الأوكرانية، يوم الأربعاء الأخير، والتي أسفرت عن مقتل 176 شخصا معظمهم إيرانيون وكنديون، ما أثار موجة غضب في البلاد.
وتصاعد التوتر في الثالث من كانون الثاني/يناير، مع اغتيال واشنطن الجنرال الإيراني قاسم سليماني في العراق، ورد طهران بإطلاق صواريخ الأربعاء على قاعدتين في العراق تضمان جنودا أميركيين. وبعد بضع ساعات، أسقطت الطائرة الأوكرانية إثر إقلاعها من طهران.
وأعلن قائد الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، في مجلس الشورى أن الهدف من الضربات التي شنت على أهداف أميركية في العراق لم يكن "قتل جنود العدو". وقال الجنرال حسين سلامي، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي، "أردنا أن نظهر أننا قادرون على ضرب أي هدف نختاره".
ووسط هذه الأجواء المشحونة، زار أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني طهران، اليوم الأحد، حيث التقى الرئيس حسن روحاني. وقطر متحالفة مع الولايات المتحدة، لكنها تقيم أيضا علاقات جيدة مع إيران. وصرح الأمير: "توافقنا مع روحاني على أن الحل الوحيد للازمة يمكن في خفض التصعيد والحوار".
وفي واشنطن، أكد وزير الدفاع الأميركي مارك اسبر أن ترامب لا يزال مستعدا لمحاورة إيران "من دون شروط مسبقة"، مضيفا أن واشنطن مستعدة لمناقشة "مسار جديد، سلسلة تدابير تجعل من إيران بلدا طبيعيا".
من جهته، وجه ترامب تحذيرا جديدا إلى طهران وكتب على تويتر "لا تقتلوا متظاهريكم. العالم يراقب، والاهم أن الولايات المتحدة تراقب". وكان ترامب حذر إيران، يوما من قبل، من "مجزرة جديدة بحق المتظاهرين السلميين"، في إشارة إلى الاحتجاجات التي شهدتها إيران في تشرين الثاني/نوفمبر وتعرضت لقمع عنيف.
وخلال التجمع الذي تم تفريقه، يوم أمس السبت، ندد متظاهرون بمن وصفوهم ب"الكذبة" الذين حاولوا طمس حقيقة ما جرى للطائرة الأوكرانية. وتسبب هذا التجمع بمواجهة دبلوماسية بين لندن وطهران بعد اعتقال السفير البريطاني روب ماكير لوقت قصير.
ونددت لندن ب"اعتقال لا أساس له" و"انتهاك صارخ للقانون الدولي". واعترفت طهران باعتقال ماكير لفترة وجيزة بوصفه أجنبيا اشتبه بمشاركته في "تجمع غير قانوني"، وقالت الخارجية الإيرانية إن "وجود سفراء أجانب في تجمعات غير قانونية" يتنافى والأعراف الدبلوماسية.
وأكد ماكير أنه توجه إلى التجمع الذي أقيم، يوم السبت الماضي، تكريما لضحايا تحطم الطائرة، خصوصا أن بينهم بريطانيون، لكنه قال "غادرت المكان (...) حين بدأ البعض يطلق شعارات" ضد السلطات.
وأحرق أقل من مائتي متظاهر، اليوم الأحد، علما بريطانيا وآخر إسرائيليا أمام سفارة المملكة المتحدة في طهران على وقع هتافات "الموت لبريطانيا" و"الموت للولايات المتحدة" و"الموت لإسرائيل".
ودفع توقيف الدبلوماسي البريطاني كندا ودولا عدة ينتمي إليها ضحايا مأساة الطائرة، إلى مطالبة إيران باحترام التزاماتها الدولية. كذلك، انتقدت فرنسا والاتحاد الأوروبي اعتقال السفير البريطاني.
ووقفت الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم، الأحد، إلى جانب ضحايا الطائرة الأوكرانية. وعنونت صحيفة "اعتماد" الإصلاحية "اعتذروا، استقيلوا". وأقرت صحيفة "إيران" الموالية للحكومة بأن ما حدث "لا يغتفر" فيما عنونت صحيفة همشري الصادرة عن بلدية طهران بأحرف حمراء "عار".