عرب لندن

يبدو أن الحوادث الناجمة عن إطلاق الرصاص الحي في السويد، وبخاصة تلك التي أدت إلى مقتل مراهق اسمه جعفر (15 سنة)، وهو من فلسطينيي سورية الذين قدموا إلى السويد عام 2016، في 12 نوفمبر تشرين الثاني الجاري، ماضية في إثارة القلق والغضب وسط السكان، وهو ما اعترف به رئيس الوزراء نفسه، حين قال بأن بلده "تعيش ظروفا خطرة".

وجاءت استطلاعات الرأي في السويد، ومنها ما نشرته صحيفة "اكسبرسن" قبل أيام، لتؤكد بأن البلد تعرّضت لموجة عنف مستمرة منذ أشهر، وزادت منذ بداية خريف العام الحالي، ودفعت بالمستطلعة آراؤهم إلى التعبير عن عدم ثقتهم بلوفين، بنسبة 66 في المائة.

ويعتقد هؤلاء الناخبون، الذين يعبرون عن عدم رضاهم عن أداء الحكومة في مواجهة العنف، أن لوفين لم يقم بما هو مطلوب منه لمواجهة تنامي العصابات وانتشار التفجيرات بمواد مصنوعة محلياً أو قنابل مسروقة، وإطلاق نار لتصفية حسابات، وكثيراً ما يكون الضحايا من الذين لاعلاقة لهم بالفئة القليلة المنخرطة في تلك المجموعات، وهي بمعظمها من الأصول المهاجرة في السويد.

وتأتي الاستطلاعات الأخيرة، حسبما نشرته جملة من المواقع الإخبارية المهتمة، لتصب في مصلحة اليمين المتشدد في حزب "ديمقراطيو السويد"، ويحظى زعيم الحزب، جيمي أوكسون، بتأييد 23 في المائة من أصوات الناخبين المستطلعة آراؤهم، في ما خص قضية فرض الأمن في المجتمع، بينما لم يحصل رئيس الحكومة اليساري على أكثر من 15 في المائة من التأييد، مع ملاحظة أن زعيم معارضة يمين الوسط، في حزب الاعتدال أولف كريسترسون، يحظى بذات النسبة أيضاً.

وكانت حادثة مقتل المراهق جعفر (15 عاماً) قد أدت إلى غضب كبير، بعدما قالت وسائل إعلام محلية إنه لا علاقة للشاب بـ "المخدرات"، ومنذ حضور أسرته في 2016 إلى البلد وهو يرتاد المدرسة، وقد أعرب الأساتذة والتلاميذ عن صدمتهم بسبب "مقتل شاب لطيف وحيوي لم يكن له علاقة بأية مشاكل"، بحسب صحف سويدية.

المواقع التي أوردت الخبر، وعلقت عليه أيضا، قالت إنه لم يعرف حتى الساعة الدوافع وراء قتل هذا المراهق الذي تسببت حادثة مقتله بسجال سياسي واجتماعي في السويد حول عصابات المخدرات والاحتراب في مناطق نفوذ لبيعها والمتاجرة فيها. وبعد الحادثة، وعلى مدى أسبوع، تواصلت عمليات إطلاق النار والانفجارات، وتقول الشرطة إن معظمها للتغطية وتشويش الشرطة في عملها، من دون أن يتعرض أحد لإصابات، في وقت ينتشر القلق بين مواطني مالمو وضواحيها من استعار ما يسمى محلياً "دائرة العنف"، إذ يسمع سكان المدينة على الدوام سيارات الشرطة في الأجواء.

وذكرت الشرطة السويدية، حسب المصادر نفسها، أنها "تعتبر الحادثة حدثاً وطنياً مهماً، ما يتطلب منحنا المزيد من الصلاحيات". وكانت الشرطة في استوكهولم قد حصلت في أعقاب حادثة الدهس التي جرت في عام 2017، على صلاحيات إضافية لملاحقة مجتمع الجريمة المنظمة في ضواحي العاصمة لإعادة ضبط الأمن وطمأنة الناس، بعد شكاوى من انتشار تجار المخدرات وتبادل عمليات العنف بين هؤلاء.

السابق فرنسا.. أكثر من 100 سيدة قتلهن شريك مستهل 2019
التالي ألمانيا.. طفل من كل أربعة يعاني مرضا نفسيا