عرب لندن- لندن

يعقد البرلمان البريطاني، اليوم السبت، جلسة لإجراء تصويت تاريخي لا تبدو نتائجه محسومة، حول الاتفاق الذي توصل إليه رئيس الحكومة بوريس جونسون بشأن بريكست، قبل 12 يوما فقط من موعد خروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي.

وبدأ مجلس العموم منذ الصباح مناقشاته حول الاتفاق في أجواء مشحونة، وهوالذي دعي للاجتماع في يوم سبت، للمرة الأولى منذ حرب فوكلاند قبل 37 عاما.

 وتحتاج الحكومة التي لا تتمتع بأغلبية في مجلس العموم، إلى 230 صوتا لإقرار الاتفاق.

والاتفاق الذي تم انتزاعه في اللحظة الأخيرة بعد مفاوضات شاقة، يفترض أن يسمح بتسوية شروط الانفصال بعد 46 عاما من الحياة المشتركة، ما يسمح بخروج هادئ مع فترة انتقالية تستمر حتى نهاية 2020 على الأقل.

لكن نجاح الاتفاق مرتبط بموافقة البرلمان البريطاني الذي تبنى موقفا متصلبا من قبل. وقد رفض النواب البريطانيون ثلاث مرات الاتفاق السابق الذي توصلت إليه رئيس الحكومة حينذاك تيريزا ماي مع الدول ال27 الأعضاء في الاتحاد.

وبذل جونسون جهودا شاقة في الأيام الأخيرة لإقناع النواب بدعم اتفاقه، عبر إجرائه محادثات هاتفية وظهوره على محطات التلفزيون. وقد أكد أنه "ليس هناك مخرج أفضل" من الاتفاق الذي توصل إليه لمغادرة الاتحاد الأوروبي في31 تشرين الأول/أكتوبر، داعيا النواب إلى تصور عالم "تجاوز" عقبة بريكست التي تشل الحياة السياسية البريطانية منذ ثلاث سنوات. وقال جونسون "أعتقد أن الأمة ستشعر بارتياح كبير".

وفي حال وافق البرلمان البريطاني على الاتفاق، يفترض أن يعرض على البرلمان الأوروبي للمصادقة عليه.

ويؤكد جونسون أنه يفضل، إذا تم رفض الاتفاق، خروجا بلا اتفاق على طلب مهلة جديدة بعد تأجيل بريكست مرتين، لكن البرلمان اقر قانونا يلزمه بطلب تأجيل جديد من ثلاثة أشهر.

وتخشى الأوساط الاقتصادية خروجا بلا اتفاق، لأنه يمكن أن يؤدي حسب توقعات الحكومة نفسها، غلى نقص في المواد الغذائية والوقود وحتى الأدوية.

وقد أعلنت أحزاب المعارضة أنها ستعارض الاتفاق. فالحزب الليبرالي الديموقراطي الوسطي (19 صوتا) والحزب الوطني الاسكتلندي القومي (35 صوتا) يعارضون بريكست أساسا، وحزب العمال (242 صوتا) يرى أن الاتفاق الجديد يضعف حقوق العمال، بينما يعتبر دعاة حماية البيئة (الخضر، صوت واحد) أنه لا يحترم البيئة.

وأكبر المعارضين للنص هم الوحدويون في إيرلندا الشمالية الممثلون بالحزب الوحدوي الديموقراطي (عشرة أصوات)، والمتحالفون مع بوريس جونسون في البرلمان. وهم يعتبرون أن النص يمنح مقاطعتهم وضعا مختلفا، ويعزلها عن بقية بريطانيا.

وتأمل الحكومة في إقناع بعض العماليين والمستقلين، وخصوصا النواب الذين استبعدوا من الحزب المحافظة لمعارضتهم بريكست بلا اتفاق.

وفي موضوع ذي صلة، وبالتزامن مع الجلسة الخاصة للبرلمان البريطاني، تتهيأ الأجهزة الأمنية لمظاهرة معارضة نظمتها "حملة تصويت الشعب" الداعية إلى إجراء استفتاء ثان على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

وقالت الحملة، المدعومة من مشرعين مؤيدين للاتحاد الأوروبي من الأحزاب السياسية الرئيسية في بريطانيا، إنها تريد أن تجعل المسيرة إلى البرلمان "واحدة من أكبر وأهم الاحتجاجات التي شهدتها بلادنا على الإطلاق". ومن المتوقع أن يخرج مئات الآلاف من الناس إلى وسط لندن اليوم للمشاركة.

من جهته أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير عن أمله في أن يوافق نواب البرلمان البريطاني على الاتفاق الجديد الذي جرى التوصل إليه لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).

 وقال شتاينماير في تصريحات لصحيفة "نويه فيستفيليشه" الألمانية الصادرة اليوم السبت: "أتمنى أن يوافق مجلس العموم البريطاني على نتائج المفاوضات بشأن بريكست، هذا هو شرط تمكن أوروبا من التعاطي مجددا مع قضايا مهمة مثل الهجرة ومستقبل الاقتصاد الأوروبي والسياسة الخارجية والأمنية الأوروبية".

 

السابق جرائم الطعن في بريطانيا تصل أعلى معدلاتها عام2019
التالي بريطاينا: جريمة بشعة.. أب يغتصب بناته و ينجب منهنّ