عرب لندن – لندن

 رفع الضرائب على الشركات وذوي الدخل المرتفع، ودعم الفقراء هيالبنود الأبرز في «برنامج حزب العمال» البريطاني، وهي في نفس الوقت أبرز ما يخشاه أثرياء بريطانيا وحي المال والأعمال.

 وفي العام 2018كشف تقرير لصحيفة فايننشال تايمز  عن مخاوف مبكرة لكبار الأثرياء في بريطانيا الذين يعتقدون أن فوز حزب العمال وصعود زعيمه جيرمي كوربن إلى رئاسة الوزراء، سينتهي إلى ارتفاع الضرائب على ثرواتهم أو حتى أو سن تشريعات للسيطرة على حركة رؤوس الأموال.

ونسبت الصحيفة إلى مصرفيين وخبراء في إدارة الثروات قولهم إن الأثرياء باتوا ينظرون إلى نقل ثرواتهم خارج بريطانيا وينتقون دولاً مثل سويسرا وإمارة موناكو والبرتغال وأميركا.

 وكان حزب العمال قد ذكر في برنامجه الانتخابي أنه سيقوم برفع ضريبة الدخل بنسبة 5.0% على الدخول فوق 80 ألف جنيه إسترليني. وفي الصدد ذاته كشف مسح بريطاني -نشرت الصحيفة نتائجه- أن من بين 200 ثري في بريطانيا، أن 42% من الأثرياء الذين شملهم المسح يرون أن أكبر " قلق مالي" لديهم  سقوط حكومة المحافظين وصعود حزب العمال للحكم.

 

  الأثرياء: خروج دون اتفاق أفضل من قدوم كوربن رئيسا للوزراء

 وكان حي المال الذي يعد من أهم المراكز العالمية ومصادر الدخل للخزينة البريطانية قد أعرب عن قلقه من خطوة الخروج من النادي الأوروبي دون اتفاق  لأنها ستحرم المصارف والشركات المالية من  الوصول لأسواق المال الأوروبية، لكن السيناريو الجديد الذي يتمثل في احتمالات سقوط حكومة المحافظين ووصول العمال بقيادة كوربن للحكم يمثل مخاطر أكبر لأثرياء بريطانيا من سيناريو الخروج دون اتفاق، وربما فوبيا .

ووفقاً لخبراء في إدارة الثروات، فإن مخاوف الأثرياء وحي المال البريطاني بعد تصويت الأربعاء لم تعد محصورة في خروج بريطانيا بدون ترتيبات تجارية، وإنما تمتد إلى السيناريو الأخطر وهو وصعود زعيم حزب العمال للحكم

وينظر الأثرياء وكبار رجال الأعمال في حي المال إلى كوربين  كيساري متشدد  ، ومن هذا المنطلق، فإن أصحاب المال في بريطانيا قلقون على ثرواتهم من صعوده أكثر من مغادرة البلاد عضوية الاتحاد الأوروبي دون ترتيبات

 

 من جانبه، قال رجل أعمال لصحيفة "فاينانشيال تايمز": "كوربين يسعى لشيطنة الأثرياء ولا يرغب في التعامل مع الأعمال التجارية الصغيرة أو الكبيرة". 

 

 رفع الضرائب .. فوبيا الأثرياء

 

ويتخوف الأثرياء من أن يعمد كوربين في حال صعوده للحكم إلى رفع الضرائب على الثروة وحرمانهم من مزايا الإعفاءات الضريبية والترتيبات الخاصة مع مصلحة الضرائب التي تتم عادة على انفراد والتعامل مع الثري وفقاً لحجم الثروة والاستثمار في بريطانيا

 

 شفافية الثروة

ويقلق الأثرياء كذلك من مقترح حزب العمال الخاص بـ " شفافية الثروة" وهو مقترح يعني تسجيل الثروات لدى مصلحة الضرائب والإفصاح التام عن حجمها ومصادرها. وهذا المقترح العمالي تمت مناقشته داخل الحزب وجرت إجازته في 2017، ويدعو إلى استصدار قانون جديد يطلب من الأغنياء الذين يملكون ثروة تفوق مليون جنيه إسترليني التسجيل لدى الضرائب. وهذا المقترح في حال صعود حزب العمال للحكم وأصبح قانوناً، سيضيق كثيراً على الأثرياء وسيحد من تدفق المليارديرات على لندن

أما على صعيد العقارات، يقترح حزب العمال رفع معدل الضرائب على المساكن غير المأهولة، أي تلك التي تشترى من أجل الاستثمار أو تم شراؤها من قبل الأثرياء بغرض التربح أو العنوان البريدي.

 وخلال السنوات الماضية ارتفعت قيمة العقارات الفاخرة في لندن بسبب الطلب العالي من قبل مليارديرات العالم الذين اتخذوا عقارات لندن ملاذاً آمناً لحفظ قيمة ثرواتهم من التآكل وتحقيق اربحاً ضخمة

كما يخطط برنامج حزب العمال الانتخابي كذلك لرفع الضرائب على أصحاب الدخول التي تفوق 80 ألف جنيه إسترليني.

 أما على صعيد الخدمات العامة، فإن حزب العمال  يدعو لاسترجاع الشركات التي باعتها الحكومة ضمن برنامج التخصيص للملكية العامة مرة أخرى. وهي الشركات التي تم تخصيصها على عهد رئيسة الوزراء مارغريت تاتشر في عقد الثمانينيات وما تلاها من حكومات المحافظين. وبالتالي فإن شركات الكهرباء والمياه والسكة الحديد والبريد كلها ستعود للدولة في حال تولي كوربين رئاسة الوزراء

 

السابق 3 آلاف متجر أغلقت أبوابها في بريطانيا مع بداية 2019
التالي سوق التأمين البريطاني مهدد بخسائر جسيمة بسبب البريكست