عرب لندن

تدرس شرطة ساسكس طلب دعم من وزارة الداخلية لتعزيز تحقيقاتها الجارية في فضيحة طبية بمستشفى مقاطعة رويال ساسكس في برايتون، تشمل مزاعم بوقوع وفيات كان من الممكن تفاديها، وأخطاء طبية جسيمة.

وكشفت صحيفة "التلغراف" Telegraph أن الشرطة تحقق في أكثر من 90 حالة وفاة، إلى جانب ما يزيد عن 100 إصابة خطيرة يُشتبه في أنها ناتجة عن عمليات جراحية فاشلة داخل مستشفى تابع لمؤسسة مستشفيات جامعة ساسكس، إحدى مؤسسات هيئة الخدمات الصحية الوطنية.

وبيّنت وثائق اطلعت عليها الصحيفة أن التحقيق يسير بوتيرة بطيئة، إذ يُعالج ثلاث حالات فقط شهريًا، ما يُنذر باستمرار التحقيقات لعدة سنوات مقبلة.

ووفقًا لمصادر الصحيفة، فإن عدد الحالات قد تضاعف منذ بدء المراجعة في أكتوبر 2023، وقد يستغرق التحقيق أكثر من خمس سنوات إذا استمرت الوتيرة الحالية، دون إدراج حالات جديدة. وتدرس الشرطة، استجابة لهذا العبء، تقديم طلب رسمي للحصول على "منحة شرطة خاصة" من وزارة الداخلية، وهي مخصصة لحالات تتطلب موارد استثنائية.

وتُجرى التحقيقات، التي أُطلق عليها اسم "عملية برامبر"، بمساعدة خبيرين طبيين مستقلين، أحدهما مختص في جراحة الأعصاب والآخر في الجراحة العامة. وقد أُطلقت العملية بعد بلاغات أفادت بوقوع نحو 40 حالة وفاة قابلة للتفادي بين عامي 2015 و2021، قبل أن يتوسع التحقيق لاحقًا.

وأشارت مصادر إلى أن المحققين يدرسون حاليًا إمكانية توجيه تهم بالقتل غير العمد، سواء لأفراد أو لمؤسسات، على خلفية الإهمال الجسيم وسوء الممارسة الطبية. وطالب العشرات من ذوي الضحايا باستقالة الفريق التنفيذي للمستشفى، معربين عن استيائهم من استمرار موظفين متهمين بالإهمال في مزاولة عملهم.

ومن بين الحالات التي تخضع للتحقيق، قضية لويس تشيلكوت، البالغ من العمر 23 عامًا، والذي توفي بعد 39 يومًا من عملية فتح للقصبة الهوائية أُجريت له، ويُعتقد أنها تسببت في إصابته بعدوى ونزيف حاد. وقال والده، سيمون تشيلكوت، إن المستشفى "أخفى هذه النتيجة النادرة للعملية"، مشيرًا إلى أن الأدلة واضحة، لكن الإدارة لم تعترف بالخطأ.

وفي حالة أخرى، أكدت جين، وهي أم لطفل من برايتون، أنها لم تُبلغ بإصابتها بجلطة دموية قاتلة بعد أول عملية جراحية لها، ولم تعلم بالحقيقة إلا بعد ست سنوات، حين كشف أحد المُبلّغين قضيتها وأحالها إلى الشرطة.

كما أفاد توني مارديل، صاحب عمل من غرب ساسكس، أن حياته "دُمرت تمامًا"، بعدما تأخر الأطباء أكثر من عام في استئصال ورم دماغي اكتُشف في وقت مبكر، مشيرًا إلى أنه بات بحاجة إلى رعاية دائمة من زوجته وأطفاله.

وبحسب مصادر التحقيق، فإن رفض عدد من الجراحين الاعتراف بأخطائهم ساهم في تعقيد القضية، حيث وُصف بعضهم بأنهم "يعانون من عقدة إلهية". وفي الشهر الماضي، اعتذرت مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية عن خطأ أدى إلى وفاة ريتشارد هاريس (71 عامًا)، والذي توفي في يوليو 2024 بعد فشل في متابعة علاج ورم في الجهاز العصبي.

وقد أقرت المؤسسة بأنها لم تُرتب لفحص بالرنين المغناطيسي عام 2017 رغم توصية الأطباء، وتأخر الإجراء حتى عام 2019، دون اتخاذ إجراء علاجي مناسب، لتتدهور حالته لاحقًا ويُصبح الورم غير قابل للعلاج.

وأكد متحدث باسم شرطة ساسكس أن هناك "فريقًا متخصصًا من الضباط والموظفين يعملون على عملية برامبر"، وأن الموارد تخضع لمراجعة دورية لضمان سرعة التحقيقات وتقديم إجابات للمتضررين في أقرب وقت ممكن.

التالي حقن إنقاص الوزن قد تضيف 4.5 مليار جنيه سنويًا للاقتصاد البريطاني