زعيمة المحافظين تدعو البريطانيين لإنجاب مزيد من الأطفال بدلًا من الاعتماد على الهجرة
عرب لندن
دعت كيمي بادنوك، زعيمة حزب المحافظين، إلى ضرورة رفع معدلات الإنجاب في المملكة المتحدة لمواجهة تحديات الشيخوخة السكانية، محذرة من أن الاعتماد المستمر على الهجرة "يزيد الأمور سوءًا ويجعلنا جميعًا أفقر".
وأكدت بادنوك، خلال ظهورها في برنامج "صنداي ويذ لورا كوينسبيرغ" على قناة BBC، أن "الحل لا يكمن في الهجرة"، مشيرة إلى أن محاولات الحكومات السابقة "لم تُفلح" في معالجة الأزمة الديموغرافية عبر استقبال مزيد من المهاجرين.
ةصرّحت: "أعتقد أن الناس يجب أن ينجبوا مزيدًا من الأطفال، رغم أن هذا خيار شخصي. لكن علينا أن نواجه الواقع الديموغرافي لبلدنا. لا يمكننا حلّ هذا التحدي عبر الهجرة وحدها".
وواجهت تصريحات بادنوك انتقادات من وزيرة التعليم السابقة، جوستين غرينينغ، التي اعتبرت أن "لدينا عددًا كافيًا من الأطفال، وعلينا التركيز على تطويرهم داخل نظام التعليم، وسد الفجوات التي تتسع يومًا بعد يوم".
وتأتي تصريحات بادنوك في وقت تُسجل فيه المملكة المتحدة أدنى معدلات للمواليد منذ عقود.
وأظهرت بيانات مكتب الإحصاء الوطني أن عدد المواليد في إنجلترا وويلز بلغ 591,072 مولودًا فقط في عام 2023، وهو الأدنى منذ عام 1977 وبانخفاض يزيد عن 14 ألف مولود مقارنةً بعام 2022.
وبلغ متوسط عدد الأطفال لكل امرأة 1.44 فقط بين عامي 2022 و2023.
ومع ذلك، سبق أن أشارت بادينوك إلى أن إجازة الأمومة المدفوعة "مبالغ فيها"، قبل أن تتراجع عن هذه التصريحات بعد موجة من الانتقادات. ففي سبتمبر من العام الماضي، قالت إن إجازة الأمومة المدفوعة "مفرطة"، وإن على الناس أن يتحلّوا بـ"قدر أكبر من المسؤولية الشخصية".
وخلال سباق القيادة، قالت إنها تدافع عن مبدأ تقليص دور الدولة، لأن "الحل لا يمكن أن يكون أن تساعد الحكومة الناس على إنجاب الأطفال".
ويرى مراقبون أن مواقف بادنوك قد تمهد لطرح سياسات جديدة تشجّع الإنجاب، على غرار تجارب دول أخرى مثل المجر التي تعفي الأمهات من ضريبة الدخل، وكوريا الجنوبية التي تمنح الآباء الجدد مخصصات مالية شهرية.
ويتشارك معها في هذا التوجه روبرت جينريك، وزير العدل في حكومة الظل ومنافسها في قيادة الحزب، إذ صرح العام الماضي: "نحتاج لرفع معدل المواليد في البلاد، خصوصًا في ظل مجتمع يزداد شيخوخة".
وأضاف أن "الحكومة يمكنها التدخل من خلال تحسين رعاية الأطفال وتوفير السكن، حيث أن التأخر في الاستقرار يرتبط مباشرة بانخفاض معدلات الإنجاب".