بريطانيا تجرّم تسلّق تمثال تشرشل وتفرض عقوبات صارمة لحمايته
عرب لندن
أعلنت الحكومة البريطانية عن إدراج تمثال رئيس الوزراء الأسبق ونستون تشرشل في ساحة البرلمان ضمن قائمة النُصُب التذكارية التي يُعدّ تسلّقها جريمة يعاقب عليها القانون.
وأقرّت وزيرة الداخلية، إيفيت كوبر، أن المخالفين قد يواجهون عقوبة بالسجن تصل إلى ثلاثة أشهر وغرامة مالية قدرها 1,000 جنيه إسترليني، وذلك في إطار مشروع قانون الجرائم والشرطة الذي يُناقش حاليًا في البرلمان.
وأوضحت كوبر أن التمثال، رغم أنه لا يُصنّف رسميًا ضمن النُصب التذكارية للحروب في المملكة المتحدة، سينضم إلى نصب تذكارية أخرى محمية قانونيًا، من بينها "السينوتاف" في وايتهول، ونصب المدفعية الملكية في هايد بارك، وعدد من المعالم التي تُخلّد خدمات القوات المسلحة خلال الحربين العالميتين.
وأكّدت كوبر أن هذا القرار يأتي في الوقت الذي تحتفل فيه البلاد بيوم النصر في أوروبا (VE Day)، وقالت: "من الصواب أن نمنح تمثال ونستون تشرشل، وغيره من النُصب التذكارية المقدسة في أنحاء البلاد، ما يستحقه من احترام قانوني".
وكان تشرشل قد اختار بنفسه الموقع الذي أُقيم فيه التمثال خلال مشروع إعادة تطوير ساحة البرلمان في خمسينيات القرن الماضي. وقد أُزيح الستار عن التمثال البرونزي، الذي يبلغ ارتفاعه 12 قدمًا، في نوفمبر 1973 على يد زوجته كليمنتين، بحضور الملكة إليزابيث الثانية والملكة الأم.
وعبّر رئيس الوزراء، السير كير ستارمر، عن دعمه الصريح لهذه الخطوة، وقال: "يُعدّ ونستون تشرشل أحد أعظم أبطال بلادنا، ومصدر إلهام لكل رئيس وزراء تلاه. والغضب المُحق الذي يثيره استخدام تمثاله كمنصة للاحتجاجات يُعبّر عن المحبة العميقة والدائمة التي يحملها الشعب البريطاني له".
وأشار ستارمر إلى أن تجريم هذه الأفعال هو أقل ما يمكن تقديمه لهذا القائد التاريخي ولجيله العظيم.
وشهد تمثال تشرشل على مدى السنوات الماضية العديد من الحوادث المرتبطة بالاحتجاجات. ففي عام 2000، رُشّ بالطلاء الأحمر ووُضع على رأسه شعر مستعار من العشب خلال مظاهرات عيد العمال، وتلقى الفاعل حكمًا بالسجن 30 يومًا.
وفي عام 2014، أُلقي القبض على رجل بعد قضائه 48 ساعة فوق التمثال ضمن احتجاجات "احتلال الديمقراطية"، لكنه بُرئ لاحقًا.
وخلال مظاهرات "إكستنكشن ريبليون" عام 2020، كُتب على التمثال شعارات بالطلاء، ما أدى إلى تغريم شاب يبلغ من العمر 18 عامًا مبلغ 200 جنيه، وإلزامه بدفع 1,200 جنيه كتعويضات.
وخلال احتجاجات "حياة السود مهمة" في نفس العام، تعرّض التمثال لأعمال تخريب جديدة، مما دفع السلطات إلى تغطيته وإحاطته برجال الشرطة لحمايته.
وفي أبريل الماضي، صعد نشطاء من حركة حقوق المتحولين جنسياً على التمثال ورفعوا لافتات احتجاجية من على قاعدته، كما كتبوا شعارات على تماثيل أخرى في الساحة.