عصابات التهريب تعرض "خصومات موسمية" لطالبي اللجوء للعبور إلى المملكة المتحدة
عرب لندن
قدّمت عصابات تهريب البشر "خصومات موسمية" للمهاجرين الراغبين في عبور القنال الإنجليزي، مع تسجيل مستويات قياسية لوصول المهاجرين إلى المملكة المتحدة هذا العام.
وعرضت بعض الشبكات أسعارًا منخفضة تصل إلى 1500 جنيه إسترليني للفرد، رغم تعرض أرباحهم لضغوط متزايدة بفعل تدخلات أجهزة إنفاذ القانون التي عطلت سلاسل الإمداد وصادرت قوارب ومعدات.
وكشفت تقارير سابقة في مارس أن هذه العصابات تعرض أسعارًا أرخص للمهاجرين مقابل السماح بتصويرهم أثناء العبور، لاستخدام اللقطات لاحقًا في الترويج عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وقد سجلت السلطات البريطانية وصول 11,516 مهاجرًا عبر القنال منذ بداية 2025، بزيادة تفوق 40% مقارنة بنفس الفترة من عام 2024.
وأظهرت مقاطع مصورة نُشرت على الإنترنت عشرات المهاجرين وهم يدفعون قاربًا إلى البحر، مع تعليق يوضح أن العبور تم بتاريخ 25 مارس.
وطرح أحد المعلقين سؤالًا عن كلفة الرحلة، ليأتيه الرد: "1500 جنيه". تبعه سيل من التعليقات التي تطلب أرقام التواصل مع المهربين، بحسب ما ورد عن "بي بي سي".
وقدّر مسؤولون أن الأسعار تتراوح عمومًا بين 1500 و6 آلاف جنيه، مع عروض خاصة تسمح للبعض بالدفع بين 1000 و2000 جنيه مقابل الظهور في تسجيلات الفيديو.
وأفادت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة (NCA) أن عصابات التهريب باتت تتحمل أرباحًا أقل للحفاظ على الأسعار المنخفضة، رغم ارتفاع تكاليف شراء ونقل القوارب إلى شمال فرنسا في عام 2024، بسبب عمليات المصادرة المتزايدة.
ورجّح متحدث باسم الوكالة أن العصابات تزيد من عدد الركاب في كل قارب لتعويض انخفاض الأرباح، مشيرًا إلى أن القوارب الصغيرة لا تزال الخيار الأرخص لدخول المملكة المتحدة بشكل غير نظامي.
وأكد المتحدث أن الأسعار تختلف حسب جنسيات المهاجرين، إلا أن القدرة على الدفع لدى معظمهم محدودة، ما يدفع العصابات إلى الإبقاء على أسعار مستقرة لتحقيق أرباح مقبولة.
وكشف أيضًا أن بعض المهاجرين يحصلون على عرض عبور مجاني مقابل تولي قيادة القارب.
وصف مستخدمون على مواقع التواصل المهربين بألقاب مثل "الملوك" و"الأسود"، بينما أظهرت تسجيلات أخرى مهاجرين يسخرون من البحرية الفرنسية التي كانت ترافقهم خلال عبورهم نحو بريطانيا.
وأدار أحد الحسابات على وسائل التواصل صفحة باسم "من فرنسا إلى المملكة المتحدة"، مرفقة برموز أعلام البلدين وقارب.
وكثّفت الوكالة الوطنية جهودها مع شركات التواصل لإزالة محتوى التهريب، حيث حذفت أكثر من 19,500 منشور أو حساب يروّج للعبور غير الشرعي.
وأوضح المتحدث أن عام 2024 شهد حذف أكثر من 8000 منشور، بزيادة قدرها 40% عن العام الماضي، مؤكدًا أن على شركات التواصل الاجتماعي عليها "تحمّل مسؤولياتها والقيام بالمزيد لمنع استغلال منصاتها من قبل مجرمين منظمين".