عرب لندن

أقرت خدمة إسعاف لندن وهيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بوقوع تقصير في رعاية المغني إيبو غراهام، العضو المؤسس لفرقة الهيب هوب "فورين بيغارز"، والذي توفي عن عمر ناهز الأربعين عامًا بعد سقوطه من نافذة في الطابق الثالث بمقر إقامته في كلابتون، شرق لندن، في أبريل/نيسان 2020، إثر نوبة ذهانية.

وذكرت التحقيقات أن المسعفين تجاهلوا مخاوف أصدقاء غراهام بشأن حالته النفسية، فيما فشل مسؤول طوارئ تابع للهيئة الصحية في تقييم وضعه بشكل مناسب أو ترتيب تدخل عاجل للصحة النفسية خلال المدة الزمنية الموصى بها. وأسفرت القضية عن التوصل إلى تسوية غير معلنة مع شريكة غراهام السابقة، فرانشيسكا ماكري.

ووفقًا لصحيفة "الغارديان" Guardian، أبلغ أصدقاء غراهام خدمات الطوارئ عن حالته لأول مرة نحو الساعة 4:20 مساءً يوم 17 أبريل/نيسان، معربين عن قلقهم من سلوكه غير المنتظم. ومع ذلك، اعتبر المسعفون الذين وصلوا إلى الشقة أنه قادر على اتخاذ قراراته بنفسه، ولم يتواصلوا مع فرق الصحة النفسية كما تقتضي البروتوكولات، وذلك وفقًا لتقرير حادث خطير صادر عن خدمة إسعاف لندن.

وفي وقت لاحق من المساء، اتصل زميل غراهام في السكن، وهو طبيب عام، بفريق الأزمات النفسية محذرًا من تدهور حالته. ورغم التوصية بإجراء تقييم خلال أربع ساعات، لم يُعرض على غراهام موعد إلا صباح اليوم التالي.

ومع تصاعد المخاوف، حاول أصدقاؤه نقله إلى مستشفى محلي، إلا أنه أعيد إلى منزله نتيجة اضطرابه الشديد. وأجروا بعد ذلك مكالمتين طارئتين إضافيتين أعربوا فيهما عن قلقهم العميق، قبل أن يتصلوا مجددًا عند الساعة 12:25 صباحًا للإبلاغ عن سقوطه من النافذة. نُقل غراهام إلى المستشفى حيث توفي لاحقًا متأثرًا بجراحه.

وأقرت مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية في شرق لندن بوجود تقصير في التعامل مع الاتصال الموجه إلى فريق الأزمات. كما أشار تحقيق خدمة إسعاف لندن إلى وجود "عدة فرص ضائعة" لتقديم "مساعدة متخصصة" لغراهام.

وانتقدت فرانشيسكا ماكري تصرفات المسعفين، ووصفتهم بأنهم كانوا "مستهترين وغير مبالين"، متهمة إياهم بتجاهل شهادات أصدقائه. كما تساءلت عن وجود دوافع عنصرية، قائلة: "سألوا إن كان إيبو قد دخن القنب، وهذا يقلقني. هل سألوا ذلك لأنه رجل أسود ذو شعر مضفر؟ لماذا لم يركزوا فقط على تقديم المساعدة له؟".

وأضافت: "أملنا أن تسلط مأساة إيبو الضوء على الحاجة الملحة لتحسين رعاية مرضى الصحة النفسية. لو تلقى الرعاية المناسبة، لكان بيننا اليوم".

من جهتها، قالت لينا سافجاني، محامية ماكري من فريق الإهمال الطبي بشركة "إروين ميتشل"، إن من الضروري استخلاص الدروس لضمان تحسين سلامة المرضى، مشددة على أهمية الإصغاء لملاحظات ذوي المرضى في أوقات الأزمات.

أما دانيال إلكيليس، الرئيس التنفيذي لخدمة إسعاف لندن، فقد أعرب عن أسفه قائلاً: "نتقدم بأحر التعازي لعائلة السيد غراهام، ونقر بالتقصير الذي وقع في الرعاية المقدمة له. ومع ذلك، لم نعثر على أي دليل يثبت وقوع تنميط عنصري، ونرفض هذه الادعاءات بشدة".

وأضاف إلكيليس أن المؤسسة استخلصت العديد من العبر منذ وفاة غراهام، مؤكدًا أن هناك جهودًا متواصلة لتحسين الإجراءات المتبعة. ولم تصدر مؤسسة الخدمات الصحية الوطنية في شرق لندن تعليقًا على القضية حتى الآن.

السابق تهديد عبر مواقع التواصل يتحول إلى عنف في ليدز: ثلاث إصابات واعتقال
التالي رئيس مجلس مُدان بالقيادة تحت تأثير الكحول يحصل على "وداع ذهبي" بـ90 ألف جنيه إسترليني