عرب لندن
قضت محكمة بريطانية بإيداع امرأة مستشفى الأمراض النفسية لأجل غير مسمى، بعد إدانتها بقتل طفلها البالغ من العمر ست سنوات خلال نوبة ذهانية سمعت فيها "أصواتًا شيطانية" تدفعها لارتكاب الجريمة.
وتم العثور على الطفل ألكسندر زوراوسكي، الذي كان يتعافى من ورم في الدماغ ويعاني من ضعف البصر، ميتًا داخل منزله في منطقة كوم دو كلوز في جيندروس، سوانزي، إلى جانب والدته كارولينا زوراوسكا، 42 عامًا، التي كانت بجواره حاملة منشارًا يدويًا، وذلك في أغسطس من العام الماضي.
ووفقا لموقع “الاندبندت” Independent كانت زوراوسكا قد أقرت في وقت سابق بالذنب في جريمة القتل غير العمد بسبب مسؤولية مخففة، بعد أن أكد ثلاثة خبراء نفسيين أنها كانت تعاني من اضطراب ذهاني حاد لحظة ارتكاب الجريمة، في حين أنكرت تهمة القتل العمد. كما اعترفت بمحاولة قتل والدها، كريستوف سيوي، في وقت سابق من اليوم نفسه.
وقال الادعاء إن زوراوسكا كانت تُعرف بأنها "أفضل أم" لطفلها، الذي كان يعتمد على عكاز للمشي بسبب حالته الصحية، وإنها كرّست حياتها لرعايته كأم عزباء، قبل أن تصاب بانهيار نفسي مفاجئ دفعها لارتكاب الجريمة.
وقضى القاضي بول توماس كيه سي، في محكمة سوانزي كراون، بإيداع زوراوسكا في مستشفى نفسي لأجل غير مسمى، مشيرًا إلى أن الكلمة "مأساوي" لا تكفي لوصف ما حدث لأليكس، وأن الجريمة وقعت في سياق معاناة نفسية عميقة.
وقال القاضي: "كانت علاقتكِ بألكسندر مليئة بالحب والثقة، وكنتِ مكرسةً له بالكامل. لا شك أن الضغوط التي تعرضتِ لها كانت هائلة، لكن لا أحد كان ليتوقع ما حدث".
وأشار إلى أن المتهمة عانقت والدها في ذلك اليوم وأخبرته بأنها تحبه، ثم حاولت طعنه ثلاث مرات. وبعد أن نجح في نزع السكين منها، جلس في سيارته وتحدث إلى ابنته الأخرى في بولندا، مترددًا في إبلاغ الشرطة خوفًا من أن يؤدي ذلك إلى احتجاز الطفل.
وأضاف القاضي: "لقد كنتِ في قبضة نوبة ذهانية حادة. لم تكوني قادرة على إدراك ما تفعلينه، وكنتِ تظنين أنكِ تتلقين أوامر من قوة شيطانية. لستِ أمًا شريرة، بل العكس تمامًا".
وأكد أن إيذاء ألكسندر لم يكن ليخطر في بالها لولا حالتها المرضية، وأن تقارير الخبراء النفسانيين تدعم حاجتها للعلاج طويل الأمد.
وفي تفاصيل الجريمة، أفاد الادعاء أن والد زوراوسكا، السيد سيوي، لاحظ سلوكًا غير معتاد لدى ابنته بعد أن اتصلت به في ذلك اليوم، وحين وصل إلى منزلها، وجدها جالسة بصمت على أرضية الردهة. وبعد حديث قصير في الحديقة، أخبرته بأنها "بحاجة إلى قتله"، وهاجمته بسكين.
وتمكن والدها من السيطرة عليها، ثم جلس في سيارته، فيما حاولت طعنه مجددًا بعد خروجه من المنزل، لكنه لم ينجح في اصطحاب حفيده معه، إذ رفضت الأم ذلك.
وخلال توجهه لاحقًا إلى منزل ابنته، رأى سيارات الشرطة في طريقه، بعد أن اتصل الجيران إثر سماعهم صراخًا. وعثرت الشرطة على جثة الطفل بجوار والدته.
وفي بيان للعائلة بعد الجريمة، وُصف ألكسندر بأنه "طفل لطيف ومهذب، لم يكن شقيًا أبدًا، وكان ناضجًا وذكيًا بالنسبة لسنه". وأضافوا: "كان يتحدث الإنجليزية والبولندية بطلاقة، ويصحّح أخطاءنا في اللغة... كان مذهلًا".
واختتم القاضي جلسة النطق بالحكم قائلًا: "رغم قصر حياته، عاش ألكسندر بشجاعة، محاطًا بالحب. من عرفوه لن ينسوه أبدًا".