عرب لندن
أكدت وزيرة المالية البريطانية، راشيل ريفز، أن إعادة بناء العلاقات التجارية مع الاتحاد الأوروبي تمثل أولوية تفوق التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، وذلك قبيل لقائها المرتقب يوم الجمعة مع وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، في واشنطن.
وصرحت ريفز في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية BBC: "أتفهم التركيز على علاقاتنا التجارية مع الولايات المتحدة، لكن علاقتنا مع أوروبا أكثر أهمية، فهم أقرب جيراننا وشركاؤنا التجاريون الأوثق".
وستشارك ريفز في محادثات مهمة ضمن جهود لندن لتخفيف تداعيات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب مطلع أبريل، والتي تسببت باضطرابات واسعة في الأسواق المالية. وتشمل هذه الرسوم ضريبة 10% على مجمل الصادرات البريطانية إلى الولايات المتحدة، و25% على السيارات والصلب والألمنيوم.
وأوضحت الوزيرة أنها التقت خلال الأسبوع الجاري، إلى جانب نظيرها الأمريكي، بوزراء مالية من فرنسا وألمانيا وإسبانيا وبولندا والسويد وفنلندا، في مسعى لإعادة بناء الشراكات الأوروبية وتعزيز فرص العمل ودعم المستهلك البريطاني.
ومن المقرر أن تحضر المملكة المتحدة قمة مشتركة مع الاتحاد الأوروبي في مايو، في إطار الجهود المستمرة لـ"إعادة ضبط" العلاقات عقب خروج بريطانيا من التكتل.
وأعرب نائب الرئيس الأمريكي، جيه دي فانس، عن تفاؤله بشأن فرص التوصل إلى اتفاق، قائلًا إن هناك "فرصة جيدة" لتحقيق ذلك. من جانبها، قالت ريفز إن "هناك اتفاقًا يمكن التوصل إليه"، لكنها استبعدت تقديم تنازلات تتعلق بخفض معايير السلامة الغذائية أو تعديل قوانين الإنترنت، وهي مطالب تُعد ضمن أولويات بعض الأطراف الأمريكية.
مع ذلك، لم تستبعد الوزيرة إمكانية تخفيض الرسوم الجمركية المتبادلة على السيارات، في خطوة قد تُدرج ضمن شروط الاتفاق النهائي، مشيرة إلى أن المحادثات مع الشركاء الأوروبيين والكنديين بشأن إزالة الحواجز التجارية ما تزال معقدة.
وأضافت: "من الواضح أن هناك ضغوطًا. جميعنا نتابع تطورات أسواق السندات والأسهم، وندرك أن هذا الغموض يعرقل الاستثمار في الاقتصاد البريطاني".