عرب لندن

أعلنت الحكومة البريطانية عن خطة موسعة تهدف إلى تعزيز التعاون بين أطباء الأسرة (GPs) والمتخصصين في المستشفيات، لتوفير استشارات طبية أسرع وأكثر ملاءمة للمرضى الذين يعانون من حالات شائعة مثل متلازمة القولون العصبي وأعراض سن اليأس والتهابات الأذن. 

ويحظى البرنامج الذي يحمل اسم "النصيحة والتوجيه" (Advice and Guidance)، بدعم مالي قدره 80 مليون جنيه إسترليني، ويهدف إلى توفير الرعاية الصحية لمليوني شخص محليًا بحلول نهاية 2025/2026، دون الحاجة إلى اللجوء إلى المستشفيات.

وقالت وزيرة الصحة، كارين سميث، إن "هذا البرنامج يوفر الوقت ويقلل من عدد الأشخاص الذين يضطرون للتوجه إلى المستشفى لمواعيد غير ضرورية". 

وأضافت أن الخطة تمثل جزءًا من الجهود الحكومية لخفض قوائم الانتظار في هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، وزيادة عدد المواعيد المتاحة للمرضى.

ومن بين أبرز أهداف البرنامج، هو ضمان أن ينتظر 92% من المرضى أقل من 18 أسبوعًا لتلقي العلاج بعد الإحالة إلى أخصائي، بحلول نهاية هذه الدورة البرلمانية.

وأظهرت البيانات الحكومية أن البرنامج تمكّن بين يوليو وديسمبر 2024 من تحويل 660 ألف حالة علاجية من المستشفيات إلى الرعاية المجتمعية.

ويعتمد النظام على التنسيق بين طبيب الأسرة والأخصائي قبل إحالة المريض رسميًا إلى قائمة الانتظار، بما يسمح بتقديم الفحوصات والعلاجات في أماكن أكثر راحة للمريض. 

فعلى سبيل المثال، يمكن مساعدة المرضى الذين يعانون من طنين الأذن أو يحتاجون إلى إزالة شمع الأذن خارج المستشفى، في حين تستطيع النساء اللواتي يحتجن إلى استشارة بشأن العلاج الهرموني البديل (HRT) تلقي الدعم في مراكز محلية بدلاً من الانتظار لمقابلة طبيب نسائية.

وتستطيع العيادات العامة المطالبة بمبلغ 20 جنيهًا لكل "حالة رعاية"، والتي قد تشمل عدة تفاعلات مع الأخصائيين.

وقالت سميث: "نحن نعيد تصميم طريقة عمل NHS"، مشيرة إلى أن "الخطة تمثل مثالًا واضحًا على كيفية توفير الوقت للمرضى، وتخفيف الضغط عن الخدمات الأساسية".

وأكدت أن "إصلاح ما تعرضت له NHS من إهمال على مدار السنوات الماضية سيستغرق وقتًا، لكن خطة التغيير بدأت في تحقيق نتائج، حيث تم تقليص قوائم الانتظار بنحو 219 ألف منذ يوليو، كما تم توظيف 1,500 طبيب عام جديد".

من جهتها، رحبت منظمة "National Voices" التي تمثل الجمعيات الصحية الخيرية بالمبادرة، لكنها شددت على ضرورة تقديم "خيارات حقيقية" للمرضى بشأن أفضل طرق العلاج، إلى جانب تواصل فعال يشرح تفاصيل البرنامج للمرضى.

ووصفت الجمعية الطبية البريطانية (BMA) البرنامج بأنه "خطوة صغيرة ولكن مهمة نحو دعم دور طبيب الأسرة وتعزيز تقديم الرعاية في المجتمع"، مؤكدة أن "الطريق لاستعادة دور الطبيب العائلي قد بدأ للتو".

 ودعت إلى الالتزام بوعد الحكومة بشأن التفاوض على عقد جديد لأطباء الأسرة خلال فترة البرلمان الحالية، لضمان مستقبل خدمات طب الأسرة.

السابق تصعيد غير مسبوق في قطاع التعليم: نقابات المعلمين تتوعّد بالإضراب الشامل
التالي "أسدا" تسحب منتجات من الأسواق بسبب مخاطر صحية لمرضى الحساسية