عرب لندن
أصدرت سلطات الإطفاء في اسكتلندا أول تحذير من الحرائق الخطيرة على مستوى البلاد لهذا العام، داعيةً الجمهور إلى التحلي بالمسؤولية عند التوجه إلى المناطق الريفية.
وغطّى التحذير فترة عطلة نهاية الأسبوع، وجاء بعد اندلاع عدد من الحرائق في مختلف أنحاء البلاد عقب فترة طويلة من الطقس الجاف.
ودعا مايكل همفريز، المسؤول الوطني عن حرائق الغابات في جهاز خدمات الإطفاء والإنقاذ الإسكتلندي، المواطنين إلى التزام الحذر مع بدء سريان التحذير يومي الجمعة والسبت.
وأظهرت بيانات الجهاز خلال العقد الأخير أن أغلب حرائق الغابات تحدث بين شهري مارس ويونيو، إلا أن إصدار تحذير شديد على مستوى البلاد يُعد أمرًا نادرًا، حيث كان آخر تحذير مماثل في أبريل 2020.
وأعرب همفريز عن أمله في أن يدفع هذا التحذير المواطنين إلى التفكير جيدًا قبل التوجه إلى الطبيعة والتحرك بمسؤولية ومنع اشتعال أي حريق من الأساس.
وأكد همفريز في حديثه لبرنامج "صباح الخير اسكتلندا" على إذاعة BBC أن "السلوك البشري" هو السبب في الغالب وراء اشتعال معظم الحرائق.
وحثّ الناس المتجهين إلى الريف على التفكير في المخاطر المحتملة، مضيفًا: "استمتعوا بالطبيعة، فالجو مشمس، لكن تصرّفوا بمسؤولية. إذا كنتم تستخدمون الشواء عادة، فكروا في استبداله بنزهة أو استخدام مناطق مخصصة. خذوا نفاياتكم معكم، فزجاجة واحدة قادرة على عكس الضوء وإشعال حريق. وإذا كنتم تدخنون، تأكدوا من إطفاء السجائر تمامًا."
وأوضح أن الطقس الماطر في العام الماضي قلل من عدد حرائق الغابات، غير أن هذا الأسبوع شهد اندلاع عدد من الحرائق، مما يؤكد على الدمار الذي قد تُحدثه في البيئة والقلق الذي تسببه للسكان المحليين.
وتزامنت تصريحاته مع أسبوع شهد فيه رجال الإطفاء معارك مع النيران في أماكن مثل جزيرة سكاي ومنتزه غالاوي فورست، حيث تم إنقاذ أربعة مخيمين بواسطة طائرة مروحية بعد أن امتدت ألسنة اللهب، بحسب “التلغراف”.
وواصل رجال الإطفاء جهودهم خلال ليلة الخميس لإخماد عدد من الحرائق في أنحاء متفرقة من اسكتلندا، منها حريق في منطقة غلين روزا بجزيرة أران.
وفي لاناركشاير، بقيت ثلاث سيارات إطفاء في موقع حريق شبّ مساء الخميس عند بحيرة فاني سايد قرب كومبرنولد.
وتلقّى رجال الإطفاء بلاغات عن الحريق قرب طريق فاني سايد، وتم إخلاء بعض الممتلكات القريبة، بما في ذلك مأوى كلاب ومركز للعناية بالقطط.
وصرّح النائب آدم سميث عضو الحزب الوطني الاسكتلندي عن منطقة كومبرنولد إيست، بأن السكان في بلدتي إيردري وكوتبريدج الواقعتين على بُعد عشرة أميال تقريبًا شاهدوا النيران، واصفًا الحريق بأنه "الأكبر" الذي رآه في المنطقة.
وأُعلن أن التحذير الشديد سيظل ساريًا حتى السبت، وسط توقعات بانخفاض درجات الحرارة خلال عطلة نهاية الأسبوع.
في الوقت ذاته، صادرت شرطة اسكتلندا قرابة 700 ساعة من تسجيلات كاميرات المراقبة، ضمن تحقيق في سلسلة من الحرائق المتعمدة المرتبطة على ما يبدو بصراعات بين عصابات.
وواصل فريق من المحققين تحقيقاته في حرائق وقعت في ستة مواقع خلال خمسة أيام في غلاسكو وغرب البلاد هذا الشهر، إضافة إلى تقارير عن إشعال متعمد للحرائق في شرق اسكتلندا خلال الأسابيع الماضية.