عرب لندن

أثار قرار شرطة العاصمة البريطانية سحب ضباط "المدارس" من المؤسسات التعليمية في لندن موجة من التحذيرات والاعتراضات، وسط مخاوف من تصاعد العنف واستغلال العصابات للطلاب.

وحسب ما ذكرته شبكة سكاي نيوز (Sky News)، سيُجرى في 2 مايو المقبل نقل 371 ضابطاً من هذه الوحدة إلى فرق شرطة الأحياء.

ويأتي هذا التحول في وقت سجلت فيه العاصمة ارتفاعاً قياسياً في جرائم الطعن، بلغ 16,521 جريمة في العام المنتهي في سبتمبر 2024، بزيادة قدرها 18% مقارنةً بالعام السابق، بحسب بيانات مكتب الإحصاء الوطني.

كما كشف استطلاع أجرته Sky News أن نحو 20% من معلمي المدارس الثانوية في إنجلترا شاهدوا طلاباً يحملون سكاكين داخل الحرم المدرسي.

وفي رسالة موجهة إلى شرطة العاصمة، حذّر 15 مدير مدرسة ثانوية في شمال شرق لندن من أن غياب ضباط المدارس سيترك الطلاب الأكثر عرضةً للخطر دون حماية، ما يفتح الباب أمام استغلالهم من قِبَل العصابات أو تورطهم في الجريمة.

وقال رئيس مجموعة مديري المدارس الثانوية في وولتهام فورست، سام جونز، إن القرار "مضلل للغاية"، وقد تم اتخاذه دون أي تشاور مع القيادات التعليمية، مضيفاً: "نحن قلقون من أن يؤدي هذا الإجراء إلى زيادة في أعمال العنف والتنمر وحوادث الأسلحة في المدارس".

وأضاف أن ضباط "المدارس الآمنة"، الذين تم تعيينهم في المدارس منذ عام 2009، لعبوا دوراً محورياً في تهدئة النزاعات بين الطلاب، ومنع تجنيدهم في العصابات أو استخدامهم في شبكات الجريمة المنظمة مثل تجارة المخدرات.

من جهته، عبّر كريس هول، مدير مؤسسة Footsteps Trust التعليمية، عن دهشته من القرار، منتقداً استبعاد قطاع التعليم من المشاورات، وقال: "كان لهؤلاء الضباط دور أساسي في بناء علاقات إيجابية بين الشباب والشرطة، وأدعو شرطة العاصمة إلى إعادة النظر فوراً".

وبدورهم، أبدى الطلاب قلقهم من التداعيات المحتملة. قال تايريل، 14 عاماً: "سيزيد عدد السكاكين، وستدخل المخدرات إلى المدارس، ولن يكون هناك من يمنع ذلك".

أما زميله ميكوليج، 15 عاماً، فأكد أن وجود ضابط في المدرسة ساعده وزملاءه على التواصل بثقة أكبر مع الشرطة خارج المدرسة، واصفاً التجربة بأنها "إيجابية للغاية".

ودعت النائبة عن وولتهامستو، ستيلا كريسي، شرطة العاصمة إلى التراجع عن القرار، مشددةً على أهمية التنسيق مع المعنيين في قطاع التعليم.

وفي ردّها، أوضحت شرطة العاصمة أن القرار "لم يُتخذ باستخفاف"، مؤكدةً أن الهدف منه هو "تعزيز حضور الشرطة في المجتمعات المحلية".

السابق معلم بريطاني يسمح للتلاميذ بشرب الكحول خلال رحلة مدرسية ويُعفى من الحظر المهني!
التالي فريق قانوني يتهم 10 بريطانيين بارتكاب جرائم حرب في غزة