عرب لندن

أظهر تحليل جديد أن 3% فقط من شبكة الطرق المحلية في إنجلترا خضعت لأعمال صيانة خلال السنة المالية 2023/2024، ما يسلط الضوء على أزمة مستمرة في إدارة البنية التحتية للطرق. وأشارت الهيئة الاستشارية الإقليمية (RAC)، التي أجرت التحليل، إلى أن السلطات المحلية باتت "عالقة في دوامة ردم الحفر" بدلاً من تنفيذ خطط صيانة شاملة.

وبحسب ما أورده موقع "ذا ستاندرد" The Standard، شهد عدد الأميال التي خضعت للصيانة زيادة قدرها 750 ميلًا مقارنة بالعام الماضي، إلا أن هذا الرقم لا يزال أقل بـ4894 ميلًا من المستوى الذي سُجِّل في عام 2017/2018، ما يشير إلى تراجع مستمر في صيانة شبكة الطرق على المدى الطويل.
  
وأوضح التقرير أن 36% من المجالس المحلية في إنجلترا، والبالغ عددها 152 مجلسًا، لم تُجرِ أي أعمال صيانة وقائية على الطرق من الفئتين B وC أو على الطرق غير المصنفة خلال الفترة التي يغطيها التقرير.

وقال سيمون ويليامز، رئيس قسم السياسات في (RAC)، إن “نسبة ضئيلة للغاية من شبكة الطرق تحظى بصيانة حقيقية”، مضيفًا أن “الصورة العامة مقلقة، إذ نشهد تراجعًا مستمرًا في مستويات إعادة الرصف والتدعيم مقارنة بما كانت عليه قبل ست سنوات”.

وذكّر ويليامز بأن الحكومة خصصت مؤخرًا تمويلًا قياسيًا لصيانة الطرق، معربًا عن أمله في أن يُترجم ذلك إلى تحسّن ملموس خلال الأشهر الـ12 المقبلة. كما دعا السلطات المحلية إلى اعتماد حلول دائمة بدلًا من الاكتفاء بإصلاح الحفر المتكررة في الطرق المتدهورة.

وتسببت الحفر المنتشرة في الشوارع بأضرار شائعة للمركبات، منها تلف ممتصات الصدمات، وكسر نوابض التعليق، وتشوه العجلات. وقدّرت تكلفة إصلاح شبكة الطرق المحلية المتدهورة في إنجلترا وويلز بنحو 16.8 مليار جنيه إسترليني، وهو أعلى مستوى يُسجّل على الإطلاق.

وفيما يتعلق بالتمويل، من المقرر أن يبلغ إجمالي مخصصات صيانة الطرق المحلية في إنجلترا نحو 1.6 مليار جنيه إسترليني خلال السنة المالية 2025/2026، بزيادة 500 مليون جنيه مقارنة بالعام السابق. إلا أن ربع هذا التمويل سيُحتجز حتى تُثبت المجالس كفاءتها في استخدام الأموال.

وصرّح آدم هوج، المتحدث باسم رابطة الحكومات المحلية، بأن "المجالس بحاجة إلى تمويل طويل الأجل ومستقر يشبه في حجمه ما يُخصص للطرق السريعة الوطنية، حتى تتمكن من التصدي للفجوة التمويلية الهائلة في شبكات الطرق المحلية". وأضاف أن هذا النوع من التمويل من شأنه أن يتيح للمجالس التخطيط المسبق والاستثمار في صيانة وقائية تطيل عمر البنية التحتية.

من جهتها، أكدت وزارة النقل البريطانية أنها تعمل على ضمان معالجة الحفر بأكثر الطرق فعالية من حيث التكلفة، مشيرة إلى أن تقديم تسويات تمويلية متعددة السنوات يهدف إلى تمكين المجالس من تحسين الأداء. وأوضحت الوزارة أنه يتعين على المجالس إثبات التقدم في تنفيذ الصيانة، وإلا فإنها ستخسر ربع التمويل الإضافي البالغ 500 مليون جنيه إسترليني.

السابق حزب العمال يدعو لاعتماد الهوية الرقمية لمكافحة الهجرة غير القانونية
التالي داونينغ ستريت يؤيد انتقادات لامي لتصريحات بادينوك حول منع إسرائيل لنائبين بريطانيين