عرب لندن
حذر الأطباء من تزايد الأمراض المرتبطة بظروف الحياة المعيشية غير الصحية، مثل الجرب، بسبب الرطوبة في المساكن وانعدام الأمن الغذائي، مؤكدين أن هذه المشكلات تُسهم في تزايد التفاوتات الصحية في المملكة المتحدة.
ووفقًا لما ورد في موقع "الاندبندنت" Independent ، أشار استطلاع أجرته الكلية الملكية للأطباء وشمل 882 طبيبًا، إلى أن حوالي 90% منهم عبّروا عن قلقهم بشأن تأثير التفاوتات الصحية على مرضاهم. كما أفاد 46% من المشاركين بأن نصف عبء عملهم على الأقل يتعلق بعوامل اجتماعية مثل سوء السكن، والتعليم، وسوء التوظيف.
وقال أحد الأطباء إنه قد عاين مرضى مصابين بأمراض كانت شائعة في العصر الفيكتوري، مثل الجرب، الذي يتسبب في طفح جلدي وحكة وينتشر عن طريق التلامس المباشر، وكذلك الحمرة، وهي عدوى جلدية يمكن علاجها بالمضادات الحيوية. ووفقًا لإحصاءات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، شهدت إنجلترا زيادة ملحوظة في حالات الجرب، حيث تم تشخيص 3689 حالة في العام المنتهي في أبريل 2024، بزيادة بلغت 73% مقارنة بالعام السابق.
كما أشار الأطباء إلى حالات من انخفاض حرارة الجسم، التي عزاها البعض إلى عدم قدرة المرضى على تحمل تكاليف التدفئة في منازلهم. وحذر الدكتور آش باسي، استشاري أمراض الجهاز الهضمي في بريسكوت بالقرب من ليفربول، من أن "الرطوبة والبرودة في المساكن" قد تؤدي إلى "تحول أمراض الجهاز التنفسي إلى أمراض مزمنة"، وأضاف أن "انعدام الأمن الغذائي" يُسهم في زيادة المشاكل الصحية طويلة الأمد.
كما أكد الدكتور باسي على أن ضعف الإقبال على برامج الفحص الطبي يزيد من تفاقم هذه التفاوتات الصحية، حيث يُؤجل المرضى الذين يعانون من صعوبات مالية أو عدم استقرار وظيفي طلب الرعاية الطبية، مما يؤدي إلى تفاقم حالتهم.
وفي هذا السياق، دعت الكلية الملكية للأطباء الحكومة إلى اتخاذ خطوات جادة لتحسين صحة المواطنين من خلال الوقاية من الأمراض التي يمكن تجنبها، وتخفيف الضغط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).
من جانبه، قال الدكتور جون دين، نائب رئيس الشؤون السريرية في الكلية، إن الحكومة يجب أن تحدد خطة شاملة لمعالجة الأسباب الجذرية للأمراض مثل سوء السكن، التوظيف، التبغ، والسمنة، وتحسين جودة الهواء. وأضاف أن التوقعات تشير إلى إصابة 2.5 مليون شخص إضافي في إنجلترا بأمراض خطيرة بحلول عام 2040، مما يجعل من الضروري اتخاذ إجراءات عاجلة.
وفي المقابل، صرح متحدث باسم وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية قائلًا: "من خلال خطتنا للتغيير، سنعالج بشكلٍ مباشر أوجه عدم المساواة في الرعاية الصحية، ونعمل على تقليص الفجوة في متوسط العمر المتوقع الصحي بين أغنى وأفقر مناطق إنجلترا."
وأكد المتحدث أن الحكومة تركز على التحول من علاج الأمراض إلى الوقاية، وهو أمر أساسي لمعالجة أوجه عدم المساواة، وتحسين صحة المواطنين، وتخفيف الضغط على النظام الصحي.