"رحلة الحج" لأجل فلسطين تحط على أبواب البرلمان البريطاني
حازم المنجد-عرب لندن
بينما تكتفي شعوب ودول العالم العربي والإسلامي بلعب دور المتفرج على مشاهد الإبادة المروعة لسكان قطاع غزة ويصمت فيه الكثيرون عن قتل عشرات الأطفال والنساء والمدنيين الأبرياء يوميا وكأنه خبر اعتيادي يمر مرور الكرام، انطلق الكاتب المسرحي بيتر أوزوالد برفقة زوجته وعدد من رفاقه في رحلة "حجيج" من مدينة بريستول سيرا على الأقدام باتجاه لندن مرورا بعدة مدن وبلدات بريطانية، استغرقت 13 يوما وهم يخوضون تجربة الصيام تزامنا مع شهر رمضان المبارك، وذلك للتعبير عن رفضهم استمرار حرب الإبادة الدامية على غزة وما يرتكبه جيش الاحتلال من مجازر وحشية وتنكيل متعمد بحق المدنيين، وللتنديد بانتهاكات حقوق الإنسان وتدمير المدارس والجامعات والمستشفيات، حيث ووصل الناشطون ظهر الأحد إلى ساحة البرلمان في ويستمنستر وسط استقبال حاشد وحفاوة كبيرة من قبل أنصار فلسطين وفي مقدمتهم د.نهاد خنفر رئيس رابطة الجالية الفلسطينية في بريطانيا والتي ثمنت بدورها مبادرة أوزوالد التضامنية وأهدى له أعضاء الرابطة لوحة رمزية مرسوم عليها خريطة فلسطين الأصلية ومكتوب عليها أسماء مدنها التاريخية، وتسلموا منه مفتاح كبير كان ملتفا حول عنقه في إشارة راسخة إلى حق الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم.
في حديثه لـ "عرب لندن"، قال أوزوالد بأن هذه الرحلة هي رحلةٌ من أجل السلام، أتت فكرتها من كونه عمِل منذ عام 2017 لدى منظمة "ذا هانذ أب بروجكت" الخيرية التي تقدم خدمات تعليمية لمدارس غزة والضفة الغربية وتساهم عبر متطوعين من مختلف الدول في تدريس الطلاب الفلسطينيين الذين يمتلكون بحسب قوله مؤهلات ومواهب علمية مذهلة ، مشيراً إلى أنه لم يعد بمقدوره تجاهل "المذبحة" التي يتعرض لها الآن هؤلاء الطلاب ويجري قصف مدارسهم وتدمير مستقبلهم، لذا قرر أن يفعل شيئا مغايرا عن الخروج في المظاهرات فقط على الرغم من أهمية ذلك، موجهاً رسالة إلى رئيس الحكومة البريطانية كير ستارمر تحثه على الإسراع في تغيير موقفه المتواطئ مع جرائم الإبادة الجماعية، معتبرا أن العقاب الجماعي للمدنيين عبر القتل والقصف والحصار وقطع الكهرباء والماء عنهم وحرمانهم من الحصول على الطعام والدواء لا يمكن تبريره تحت أي مسمى أو غطاء.
ولقيت الخطوة التي قام بها أوزوالد وفريق رحلته إشادة واسعة من قبل مناصري فلسطين، باعتبارها تحمل في طياتها أبعادا إنسانية سامية سعت وراء لفت انتباه العالم إلى مأساة الفلسطينيين على المستوى الإنساني والسياسي والقانوني من جهة، وأظهرت حقيقة تضامن البريطانيين مع المسلمين بوجه حملات اليمين المتطرف و مكافحة انتشار الإسلاموفوبيا من جهة أخرى.
يذكر أن أفراد الفريق المتضامن تكبدوا عناء شديد ومشقة جمة خلال الرحلة ووصلوا ساحة البرلمان وهم صائمون وملامح الإنهاك وعلامات التعب بدت واضحة ومرسومة على وجوههم.