عرب لندن

أقرت وزيرة الداخلية البريطانية، إيفيت كوبر، بأن الطقس له دور كبير في زيادة عدد القوارب الصغيرة التي تعبر القناة، مما يهدد أمن حدود المملكة المتحدة.

وقالت كوبر إن الظروف الجوية كانت أكثر ملاءمة هذا العام مقارنةً بالسنوات السابقة، وهو ما ساهم في تسجيل عدد قياسي لعبور القوارب الصغيرة، مشيرةً إلى أن هذا الأمر يجعل أمن الحدود البريطاني يعتمد بشكل غير مباشر على الطقس.

 وأضافت كوبر في تصريحات لبرنامج "الأحد مع لورا كوينسبيرغ" Sunday with Laura Kuenssberg show، على قناة “البي بي سي” BBC: "الوضع غير المقبول الذي نعيشه الآن هو نتيجة لسيطرة العصابات الإجرامية، مما يجعل أمن حدودنا يعتمد في النهاية على الطقس. لا يمكننا الاستمرار في هذا المنوال حيث يؤثر عدد الأيام الهادئة على عدد عمليات العبور."

وإلى جانب هذه التصريحات، أظهرت البيانات أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى المملكة المتحدة هذا العام بلغ 6632 مهاجرًا، بزيادة عن 4600 مهاجر في نفس الفترة من العام الماضي. ويُعزى هذا الارتفاع إلى زيادة عدد "الأيام الهادئة" التي يتسم فيها الطقس والبحر بالهدوء، إذ ارتفعت هذه الأيام من 17 إلى 42 يومًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.

كما حملت السيدة كوبر الحكومة المحافظة السابقة مسؤولية فشلها في منع العصابات من السيطرة على هذه العمليات. وقالت: "لا يمكننا الاستمرار في تأمين الحدود بالاعتماد كليًا على الطقس. السبب في هذه الزيادة هو أن العصابات الإجرامية لا تزال تتمتع بنفوذ كبير."

تأتي تصريحات كوبر في الوقت الذي تستعد فيه المملكة المتحدة لاستضافة قمة دولية تستمر يومين في لندن هذا الأسبوع حول جرائم الهجرة المنظمة، بمشاركة وزراء ومسؤولين من أكثر من 40 دولة. ويُتوقع أن تشارك دول مثل الصين وتركيا، اللتان تعدان مصادر رئيسية للمحركات والقوارب الصغيرة، في هذه القمة، بهدف مناقشة سبل مكافحة أزمة الهجرة غير الشرعية.

كما أكدت كوبر على أهمية التعاون الدولي للقضاء على العصابات الإجرامية التي تستغل هذه الأزمة، قائلة: "هذه صناعة إجرامية عالمية تقدر بمليارات الجنيهات، ونحن بحاجة إلى هذا التعاون للقضاء على تلك العصابات."

وفي خطوة جديدة، كشفت كوبر أن مجلس الوزراء الفرنسي قد وافق على تمكين ضباط إنفاذ القانون من إيقاف قوارب المهاجرين في البحر لأول مرة، بعد رفع الحظر الذي كان قائمًا منذ عام 2018. وأضافت كوبر أن هذه العمليات ستبدأ في وقت لاحق من هذا العام، بقيادة وحدة شرطة النخبة "كومباني دو ماركي"، التي أسهمت في تقليص محاولات العبور بنسبة 25% خلال دورة الألعاب الأولمبية في باريس.

بالإضافة إلى ذلك، أشارت كوبر إلى أن الحكومة البريطانية بصدد النظر في خطط "النقل إلى الخارج" لمعالجة طلبات لجوء المهاجرين، بما في ذلك استخدام "مراكز العودة" في دول مثل ألبانيا لإعادة توطين طالبي اللجوء المرفوضين.

من جهة أخرى، تعهدت السيدة كوبر بمواصلة الجهود للحد من الهجرة غير الشرعية من خلال استهداف "الوظائف المتاحة" للمهاجرين غير الشرعيين، مثل خدمات توصيل الطلبات وصالونات التجميل التي توظف عمالًا من السوق السوداء، مع فرض غرامات غير محدودة وفرض عقوبات بالسجن تصل إلى خمس سنوات على أصحاب العمل المخالفين.

وفي رد فعل على تصريحات كوبر، قال كريس فيلب، وزير الداخلية في حكومة الظل: "تتجاهل وزيرة الداخلية حجم التحدي الذي تواجهه الهجرة غير الشرعية. ارتفعت حالات العبور بنسبة 31% منذ الانتخابات، والفشل في معالجة هذه الأزمة يتطلب إجراءات أكثر وضوحًا وفعالية."

السابق شرطة لندن تعرض مكافأة 10 آلاف إسترليني لمن يدلي بمعلومات عن فتى مفقود منذ 2008
التالي عملة رومانية نادرة تُباع في مزاد بريطاني مقابل 5000 جنيه إسترليني!