عرب لندن
تواجه ويلز تحديات كبيرة في سوق العقارات، حيث تعد المنطقة الأكثر صعوبة في بريطانيا العظمى للمشترين لأول مرة، وفقًا لتقرير حديث صادر عن جمعية سكيبتون جروب للبناء.
وكشف مؤشر القدرة على شراء المنازل أن ستًا من بين أكثر عشر مناطق صعوبة في بريطانيا لشراء العقارات تقع في ويلز. يعتمد المؤشر على بيانات من مكتب الإحصاءات الوطنية (ONS)، وبنك إنجلترا، وسجل الأراضي، ويأخذ في الاعتبار أسعار المنازل ومتوسط الدخل في كل منطقة.
ووفقًا لما ذكره موقع “بي بي سي” BBC، أكدت الحكومة الويلزية إدراكها للصعوبات التي يواجهها المشترون لأول مرة، مشيرةً إلى توسيع برنامج "المساعدة على شراء منزل في ويلز" لدعمهم. ومع ذلك، لا تزال أسعار العقارات تفوق إمكانيات الكثيرين، خاصة في سيريديجون وبوويز، حيث تُعدان الأقل تكلفة في ويلز، ورغم ذلك، لا يتمكن سوى 2.7% من المشترين المحتملين من تحمّل تكلفة الشراء.
وبحسب التقرير، يبلغ متوسط أسعار المنازل في سيريديجون 236,000 جنيه إسترليني، وهو أعلى من المتوسط العام في ويلز، بينما تحتل المنطقة المرتبة السابعة من حيث أدنى متوسط دخل في بريطانيا، ما يجعل شراء العقارات شبه مستحيل لكثير من السكان.
أوين شايرز، موسيقي مستقل يبلغ من العمر 40 عامًا، يعيش في تعاونية سكنية في سيريديجون، قال إنه "فقد الأمل" في امتلاك منزل بسبب التفاوت الاقتصادي الكبير. وأوضح: "هناك فجوة بين السكان المحليين ذوي الدخل المحدود، وبين الوافدين من المدن الكبرى القادرين على شراء العقارات بسهولة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار ويحد من فرص الشباب في البقاء بمناطقهم الأصلية."
وأشار شايرز إلى أن شقيقته اضطرت للانتقال من قريتها بسبب ارتفاع الأسعار، محذرًا من التأثير السلبي لذلك على اللغة والثقافة الويلزية.
وأكد تقرير سكيبتون أن سوق العقارات في ويلز يعاني من قلة الخيارات المناسبة للمشترين الجدد، حيث تتركز العروض العقارية على المنازل الكبيرة، في حين أن المنازل الصغيرة والمتجاورة نادرة.
وأوضحت تانيا دوتنيل، وكيلة عقارات في سيريديجون، أن "ارتفاع أسعار الفائدة في السنوات الأخيرة زاد الأمور صعوبة"، ما يجعل خيارات المشترين تقتصر على الإقامة مع العائلة أو استئجار مساكن مرتفعة التكاليف، مما يعقد عملية الادخار لشراء منزل".
ويسعى مجلس سيريديجون لمواجهة الأزمة عبر تخصيص 37% من المنازل الجديدة بأسعار ميسورة، كما أطلق برنامج الإسكان المجتمعي لمساعدة السكان على امتلاك مساكن من خلال أنظمة تقاسم الأسهم.
وفي السياق ذاته، أعلنت الحكومة الويلزية عن توسيع برنامج "المساعدة على الشراء"، الذي دعم أكثر من 14,500 شخص حتى الآن، إلى جانب توفير قروض للبناء الذاتي لتغطية تكاليف الأراضي والتطوير.
ورغم هذه الجهود، لا تزال التحديات قائمة، مما يجعل امتلاك منزل في ويلز حلمًا بعيد المنال للكثير من المشترين لأول مرة.