عرب لندن

أصدرت كل من بريطانيا وألمانيا تحذيرات جديدة لمواطنيهما بشأن السفر إلى الولايات المتحدة، وذلك بعد تعرض عدد من الزائرين لمعاملات وصفت بالمروعة عند دخولهم البلاد، في ظل تشديد سياسات الهجرة التي فرضتها إدارة دونالد ترامب.

وحدّثت الحكومة البريطانية مؤخرًا إرشادات السفر الخاصة بمواطنيها الراغبين في زيارة الولايات المتحدة، محذرة من أن أي شخص ينتهك قوانين الدخول قد يتعرض للاعتقال أو الاحتجاز.

من جهتها، قامت ألمانيا يوم الأربعاء الماضي بتحديث تحذيرات السفر الخاصة بها، مؤكدة أن الحصول على تأشيرة أو إعفاء من التأشيرة لا يضمن بالضرورة الدخول إلى البلاد، وذلك بعد احتجاز عدد من المواطنين الألمان عند الحدود الأمريكية.

وجاء في التحذير البريطاني المحدث: "يجب الامتثال لجميع شروط الدخول، بما في ذلك التأشيرات وغيرها من المتطلبات. تفرض السلطات الأمريكية القوانين بصرامة، وقد تتعرض للاعتقال أو الاحتجاز في حال مخالفتها."

ومن بين الحالات التي أثارت الجدل، قصة ريبيكا بيرك، وهي فنانة بريطانية تبلغ من العمر 28 عامًا، احتُجزت في مركز احتجاز أمريكي لمدة 19 يومًا عند محاولتها دخول البلاد، رغم اعتقادها بأنها التزمت بجميع الإجراءات المطلوبة.

وصرح والدها الغاضب بعد ترحيلها إلى بريطانيا مقيدة بالسلاسل يوم الثلاثاء قائلاً: "عاملوا ابنتي كما لو كانت هانيبال ليكتر -شخصية خيالية آكلة للحوم البشر."

ويرى خبراء السياحة أن تحذيرات الدول الأجنبية وسياسات ترامب التجارية العدائية وخطابه المسيء للدول الأخرى، تلحق ضررًا كبيرًا بقطاع السياحة في الولايات المتحدة.

وفي مقابلة مع "فوكس نيوز" يوم الأربعاء، صرّح ترامب بأن الاتحاد الأوروبي أُنشئ "لخداع" الولايات المتحدة، وأنه قام "بنهبها واستغلالها"، في تصريحات زادت من حدة التوترات السياسية والتجارية.

وبحسب تقرير صدر أواخر الشهر الماضي عن مجموعة "Tourism Economics" للاستشارات الاستثمارية، فإن تراجع السياحة العالمية إلى الولايات المتحدة قد يكلف الاقتصاد الأمريكي نحو 64 مليار دولار بحلول عام 2025.

إضافة إلى ذلك، أثرت التوترات بين إدارة ترامب ورئيس الوزراء الكندي السابق جاستن ترودو، إلى جانب الرسوم الجمركية الأمريكية، على تدفق السياح الكنديين إلى الولايات المتحدة.

ومن المتوقع أن ينخفض عدد الزوار الكنديين بنسبة 15% هذا العام، مما قد يُلحق خسائر تقدر بـ 2.1 مليار دولار بقطاع السياحة الأمريكي، وفقًا لتقرير صادر عن الرابطة العالمية للسفر والسياحة.

وفي خطوة لافتة، دعا ترودو الشهر الماضي المواطنين الكنديين إلى إعادة النظر في خططهم لزيارة الولايات المتحدة وتشجيع السياحة المحلية بدلًا من ذلك.

من جانبها، صرحت "Flight Centre" وهي أكبر وكالة سفر في كندا، لمجلة "Forbes" أن هناك زيادة ملحوظة في إلغاء الحجوزات إلى الولايات المتحدة وإعادة حجزها في وجهات أخرى.

السابق احتجاجات في بلدة بريطانية بسبب الروائح الكريهة المنبعثة من مكب نفايات
التالي وكالة الأمن السيبراني البريطانية تحذر من تهديدات قراصنة التكنولوجيا الكمومية