عرب لندن
أعلن رئيس الوزراء البريطاني، السير كير ستارمر، أن التخطيط العسكري لوقف إطلاق النار في أوكرانيا دخل "مرحلة التنفيذ" بعد اجتماع افتراضي مع 29 من قادة العالم. وأكد أن القادة العسكريين سيجتمعون في لندن يوم الخميس المقبل لمناقشة الخطط اللازمة لدعم اتفاق سلام محتمل وضمان الأمن في أوكرانيا على المدى الطويل.
وذكر موقع هيئة الإذاعة البريطانية “البي بي سي” BBC أن هذا الاجتماع يأتي عقب موافقة أوكرانيا على وقف إطلاق نار لمدة 30 يومًا بعد محادثات مع الولايات المتحدة. وقد أعرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن موافقته على فكرة وقف إطلاق النار، لكنه وضع شروطًا مسبقة لتحقيق السلام.
وفي كلمته خلال الاجتماع، شدد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على ضرورة "الضغط الفعّال"، قائلاً: "يجب أن يفهم العالم أن روسيا هي العقبة الوحيدة أمام السلام"، داعيًا إلى ممارسة ضغط قوي على موسكو لفرض تسوية سلمية. وأضاف: "يجب أن يبدأ طريق السلام دون قيد أو شرط، وإذا رفضت روسيا ذلك، يجب أن يكون هناك ضغط متواصل حتى تقبل".
السير كير، من جانبه، أكد أنه لا مكان في هذه المرحلة للكلمات الجوفاء، مشيرًا إلى أن "العالم بحاجة إلى أفعال ملموسة". كما أدان "تردد الكرملين ومماطلته" بشأن وقف إطلاق النار، مؤكدًا أن هجماته المستمرة على أوكرانيا تتناقض تمامًا مع دعوات الرئيس بوتين للسلام.
وأضاف أن القادة اتفقوا على أنه إذا رفض بوتين "وقف إطلاق نار فوري وغير مشروط"، فسيكون من الضروري "تصعيد الضغط" عليه لإجباره على التفاوض. وشدد السير كير على أهمية تسريع الدعم العسكري لأوكرانيا وزيادة العقوبات على روسيا، بالإضافة إلى استكشاف سبل قانونية لضمان أن روسيا ستتحمل المسؤولية عن الأضرار التي ألحقها الصراع بالبلاد.
ومن جهته، أوضح الرئيس الروسي بوتين أنه يوافق على فكرة وقف إطلاق النار بشرط توضيح بعض التفاصيل، مثل ما إذا كان سيسمح لأوكرانيا بإعادة التسلح ومن سيكون مسؤولًا عن الإشراف على ذلك.
وحضر الاجتماع ممثلون عن حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الاتحاد الأوروبي، 24 دولة أوروبية، كندا، أستراليا ونيوزيلندا. وأشار السير كير إلى أن القادة العسكريين سيجتمعون الأسبوع المقبل في لندن لبحث "الخطط العملية" التي ستدعم القوات الأوكرانية في المستقبل.
وفي هذا السياق، قدم السير كير فكرة "تحالف للراغبين"، الذي يهدف إلى حماية اتفاق وقف إطلاق النار ويشمل دولًا مثل اليابان وعددًا من الحلفاء الآخرين. وقال إن التحالف مستعد للدفاع عن أوكرانيا برًا وبحرًا وجوًا في حال التوصل إلى اتفاق سلام.
ومن جانبه، صرح الرئيس الفنلندي ألكسندر ستاب بعد القمة أنه "من السابق لأوانه" الحديث عن نشر قوات برية في أوكرانيا كجزء من أي ضمان أمني. وأضاف أن فنلندا على استعداد للمساهمة في الدفاع عن أي اتفاق سلام، لكنه أشار إلى أن التدخل البري لا يزال إحدى الخيارات الممكنة فقط من بين العديد من السبل المتاحة.
من الجدير بالذكر أن الحرب في أوكرانيا، التي اندلعت في فبراير 2022، أسفرت عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، وتستمر الضغوط الدولية لإيجاد حل دبلوماسي ينهي الصراع.