عرب لندن

حذرت هيئة تجارية معنية بالنقل في المملكة المتحدة من أن السيارات الكهربائية الثقيلة قد تشكل تهديدًا كبيرًا على سلامة الطرق السريعة، حيث أكدت أن تلك المركبات قد تكون قادرة على اختراق حواجز الاصطدام التقليدية، مما يعرض الأرواح للخطر.

وذكر موقع صحيفة "التلغراف" Telegraph أن جمعية مصنعي أجهزة تثبيت المركبات (VRMA) قد وجهت رسالة إلى الحكومة البريطانية، أشارت فيها إلى أن الوزن الزائد لبطاريات السيارات الكهربائية يجعل حواجز الاصطدام "القديمة" على الطرق السريعة في المملكة المتحدة أكثر عرضة للاختراق في حالة وقوع حوادث. وأكدت الجمعية، التي تمثل المصنعين البريطانيين لمعدات السلامة على الطرق، أن معايير تصميم حواجز الأمان لم تواكب التقدم السريع في استخدام المركبات الكهربائية.

ووفقًا لجمعية VRMA، فإن السيارات التقليدية المزودة بمحركات احتراق داخلي تزن في المتوسط 1.5 طن (1500 كجم)، بينما تتراوح أوزان السيارات الكهربائية عادة بين 1.8 طن و2.2 طن. ورغم ذلك، لا تزال "أنظمة تثبيت المركبات" مصممة وفقًا للمعايير التي تعود إلى عام 1998، والتي تم اختبارها على سيارات بمحركات احتراق داخلي تزن 1.5 طن فقط.

وتطالب الجمعية بإجراء أبحاث وتحديثات سياساتية عاجلة لضمان قدرة البنية التحتية البريطانية على التعامل مع ديناميكيات الاصطدام الفريدة للمركبات الكهربائية. وتدعو إلى فحص "المناطق عالية الخطورة" مثل الجسور والطرق السريعة كأولوية لتحديث الأنظمة الحالية.

وفي هذا السياق، أضافت الجمعية أن الطاقة الحركية الناتجة عن السيارات الكهربائية الأكثر وزنًا، التي تسير بنفس سرعات السيارات التقليدية، ستزيد من القوة المؤثرة على حواجز الأمان في حالة وقوع حادث. هذا يزيد من احتمالية اختراق الحواجز، ما يعني أن السيارات قد تخترق الحواجز أو تنقلب فوقها، مما يعرض حركة المرور القادمة للخطر.

وأشارت رسالة الجمعية إلى أن "عدم معالجة هذه القضية قد يؤدي إلى وفيات كان يمكن تجنبها، وحوادث أكثر خطورة، ومسؤوليات قانونية كبيرة على السلطات الحكومية."

ومن جانبه، صرح كولين أبوت، الرئيس المشارك لجمعية VRMA، أن القلق الأكبر هو أن سلامة سائقي السيارات الكهربائية قد تكون مهددة. وأضاف: "الغالبية العظمى من الحواجز المصممة حاليا مصممة فقط للتعامل مع الاصطدامات التي تحدث مع السيارات التقليدية. لذلك يجب تحديث هذه الحواجز لتتناسب مع الديناميكيات الجديدة للمركبات الكهربائية."

وتأتي هذه التحذيرات في وقت تتسارع فيه المملكة المتحدة نحو التحول إلى المركبات الكهربائية، في إطار هدف حكومي للحد من انبعاثات الكربون من خلال التخلص التدريجي من مبيعات المركبات التي تعمل بالبنزين والديزل بحلول عام 2030. ومع ذلك، يظل موضوع سلامة الطرق وملاءمة البنية التحتية الوطنية لمواكبة السيارات الكهربائية موضوعًا مهمًا، رغم غياب اهتمام كافٍ من قبل الحكومة في هذا المجال.

وفي عام 2023، كلفت الهيئة الوطنية للطرق السريعة إجراء دراسة بقيمة 30,000 جنيه إسترليني لتقييم تأثير المركبات الكهربائية الثقيلة على حواجز الاصطدام. ومع ذلك، لم يُنشر التقرير بعد، مما دفع جمعية VRMA إلى التحذير من أن غياب استجابة سريعة لهذه المخاوف يعرض شبكة الطرق في المملكة المتحدة لمخاطر كبيرة.

وتجدر الإشارة إلى أن دراسة أجرتها جامعة نبراسكا العام الماضي أكدت أن المركبات الكهربائية قد يزيد وزنها بنسبة تصل إلى 50% عن المركبات التقليدية، مما يعزز المخاوف من قدرتها على اختراق الحواجز.

وفي المقابل، صرح متحدث باسم وزارة النقل البريطانية أن "معايير حواجز الطرق السريعة تخضع لمراجعة مستمرة"، مضيفًا أن هيئة الطرق السريعة الوطنية تدرس حاليًا التحديثات اللازمة. وأكد المتحدث أن هناك برنامجًا شاملاً قيد التنفيذ لتجديد الحواجز على الطرق السريعة، حيث تم تركيب أو تجديد أكثر من 900 ميل من حواجز السلامة بين عامي 2020 و2024.

السابق مستشفيات لندن تحظر ارتداء موظفيها شارة علم فلسطين بعد شكاوى مرضى يهود
التالي بريطانيا تبدأ التخطيط العسكري لضمان السلام في أوكرانيا