عرب لندن

حذر قادة قطاع الصيدلة في بريطانيا من أن نقص الأدوية يعرض المرضى لمخاطر صحية خطيرة، إذ تواجه الصيدليات يوميًا صعوبة في صرف الأدوية الحيوية بسبب مشكلات الإمداد، مما يترك المرضى دون علاج ضروري.

ووفقاً لما نقلته صحيفة الإندبندنت "Independent" أظهرت دراسة أجرتها الجمعية الوطنية للصيدلة (NPA)، شملت 500 صيدلية، أن 96% منها لم تتمكن من صرف وصفة طبية واحدة على الأقل يوميًا بسبب نقص الأدوية، رغم توفر بدائل آمنة.

ووفقًا للتشريعات الحالية، لا يُسمح للصيادلة باستبدال الأدوية إلا إذا أصدرت هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) بروتوكول نقص خطير (Serious Shortage Protocol) يسمح بذلك، مما يجبر المرضى على العودة إلى الطبيب للحصول على وصفة بديلة، وبالتالي تأخير العلاج وتعريضهم لمضاعفات صحية.

وطالبت الجمعية، التي تمثل 6 آلاف صيدلية مستقلة، بمنح الصيادلة صلاحيات أوسع لاستبدال الأدوية أو تعديل الجرعات عند الضرورة، ووصفت القوانين الحالية بأنها "غير منطقية"، محذرة من أن استمرار هذا الوضع قد يهدد سلامة المرضى، لا سيما في ظل النقص الحاد لبعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية.

في هذا السياق، حذر كريستوفر لونغ، كبير المحققين في مقاطعة لانكشاير، من تداعيات هذه الأزمة، مستشهدًا بوفاة الطفلة آفا هودجكينسون (عامان) جراء الإنتان الحاد الناتج عن عدوى المكورات العقدية A. 

وأوضح أن طبيبة العائلة وصفت لها أموكسيسيلين بتركيز 250 ملغ/5 مل، لكن الصيدلية لم تكن تملك سوى تركيز 125 ملغ/5 مل. ورغم إمكانية تحقيق الجرعة المطلوبة بمضاعفة الكمية، لم يتمكن الصيدلي من صرفه بسبب القيود القانونية، ما أدى إلى تأخير العلاج وتدهور حالتها حتى الوفاة.

ورغم تصاعد الضغوط، رفضت الحكومة في يناير الماضي توصيات لجنة الصحة والرعاية البرلمانية التي طالبت بالسماح للصيادلة باستبدال الأدوية عند الضرورة.

ودعت د. ليلى هانبيك، المديرة التنفيذية لجمعية الصيدليات المستقلة، الحكومة إلى إعادة النظر في موقفها، مؤكدة أن عدم منح الصيادلة هذه الصلاحيات يؤدي إلى تأخير العلاج وزيادة خطر الإصابة بأمراض خطيرة. لكنها أشارت إلى أن وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية (DHSC) تتردد في تنفيذ الإصلاحات، بزعم احتمال وجود "تضارب في المصالح".

وأضافت: “يبدو أنهم يتجاهلون أن مهنة الصيدلة تخضع لرقابة صارمة، وأي سوء إدارة قد يؤدي إلى فقدان الترخيص نهائيًا. الصيادلة مؤهلون تمامًا لإجراء تعديلات طفيفة على الوصفات لضمان رعاية فورية للمرضى.”

من جانبها، وصفت ثورون جوفيند، الرئيسة السابقة لمجلس الصيدلة الإنجليزي، رفض الحكومة منح الصيادلة هذه الصلاحيات بأنه "غير منطقي"، قائلة: "يجب أن يكون الصيادلة قادرين على استبدال الأقراص بالكبسولات من نفس الدواء، بدلاً من إجبار المرضى على مراجعة الطبيب مجددًا."

في المقابل، تحاول وزارة الصحة تعزيز دور الرعاية المجتمعية، حيث صرح متحدث باسمها: "سنعمل مع القطاع الصحي لاستغلال مهارات الصيادلة والفنيين الصيدلانيين بشكل أفضل. الحكومة تدرس السماح للصيادلة باستبدال الجرعات أو الأشكال الدوائية في ظروف محددة، حيث يكون ذلك آمنًا وضروريًا."


 


 

السابق دراسة: تناول الأسماك يعزز المهارات الاجتماعية لدى الأطفال بنسبة 43%!
التالي بارقة أمل: جراحة تعيد حاسة الشم لمرضى كورونا طويل الأمد