عرب لندن 

أظهرت دراسة أجرتها جامعة بريستول في إنجلترا أن الأطفال الذين يتناولون كميات أكبر من الأسماك يتمتعون بمهارات اجتماعية أفضل، بينما يكون الأطفال الذين لا يأكلونها أكثر عرضة بنسبة 43% لتطوير سلوك اجتماعي ضعيف.

وحسب ما ذكرته صحيفة ميرور "Mirror" اعتمدت الدراسة على بيانات مشروع "أطفال التسعينيات"، الذي يتابع صحة الأطفال وأسرهم منذ أكثر من 30 عامًا، وشملت أكثر من 6 ألف طفل. 

ووفقًا للنتائج المنشورة في المجلة الأوروبية للتغذية، فإن الأطفال الذين لا يتناولون الأسماك كانوا أكثر عرضة لإظهار سلوكيات اجتماعية ضعيفة، مثل قلة التفاعل الودي، وانخفاض مستوى الإيثار، وضعف القدرة على المشاركة مع الآخرين.

وأكد الباحثون أن الأسماك تحتوي على أحماض أوميغا-3 الدهنية، والسيلينيوم، واليود، وهي عناصر أساسية لنمو الدماغ وتحسين الوظائف الإدراكية.

وعلّقت الدكتورة كارولين تايلور، الباحثة الرئيسية في الدراسة، قائلة: “تشير دراساتنا السابقة إلى أن تناول الأسماك أثناء الحمل يعزز نمو الطفل، وهذه الدراسة تؤكد أن استهلاك الأطفال للأسماك يرتبط بسلوك اجتماعي أفضل. لهذا، نوصي الآباء بتقديم حصتين من الأسماك أسبوعيًا وفقًا لإرشادات هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS).”

وتنصح هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) الآباء بإدراج حصتين من الأسماك أسبوعيًا في النظام الغذائي للأطفال، على أن تكون إحداهما من الأسماك الدهنية مثل السلمون، الماكريل، والسردين، نظرًا لفوائدها في تعزيز النمو العقلي والسلوكي. ومع ذلك، تحذر الهيئة من أن هذه الأسماك قد تحتوي على ملوثات منخفضة المستوى، لذا توصي بعدم تجاوز أربع حصص أسبوعيًا للأولاد، وحصتين فقط للفتيات.

وكشفت البيانات أن 7.2% من الأطفال لم يتناولوا أي نوع من الأسماك، في حين أن 63.9% منهم تناولوا ما بين حصة واحدة و190 غرامًا أسبوعيًا، بينما استهلك 28.9% أكثر من 190 غرامًا أسبوعيًا، أي ما يعادل أكثر من حصتين. كما أظهرت النتائج أن الأطفال الذين لم يتناولوا أي كمية من الأسماك كانوا أكثر عرضة بنسبة 35% لإظهار سلوك اجتماعي ضعيف عند سن السابعة، وتزداد هذه النسبة إلى 43% عند سن التاسعة مقارنة بمن تناولوا كميات أكبر من الأسماك.

وأوضحت الدراسة أن 46% من استهلاك الأطفال من المأكولات البحرية جاء من المنتجات المقلية مثل أصابع السمك، وليس من الأسماك الطازجة.

وانطلق مشروع "أطفال التسعينيات" عام 1991 لمتابعة صحة الأطفال منذ الحمل، وقد أسهم في اكتشافات مهمة، مثل تأثير وضعية نوم الرضع على الوقاية من متلازمة الموت المفاجئ، وتحديد جينات مرتبطة بالسمنة. ومؤخرًا، حصل المشروع على تمويل قدره 5.2 مليون جنيه إسترليني لمواصلة أبحاثه على العائلات في جنوب غرب إنجلترا.

واختتمت الدكتورة كارولين تايلور، الباحثة الرئيسية في الدراسة، بقولها: "نأمل أن تساعد هذه النتائج الآباء على اتخاذ قرارات غذائية تمنح أطفالهم أفضل بداية ممكنة في الحياة."


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

السابق خلل تقني في NHS يؤدي إلى تشخيص متأخر لمرض السرطان لدى 10 مرضى ويسبب وفيات
التالي نقص الأدوية في بريطانيا يهدد المرضى والصيادلة يطالبون بصلاحيات أوسع