عرب لندن

تمكن خبراء في المملكة المتحدة من إعادة حاسة الشم والتذوق لمرضى فقدوها بسبب إصابتهم بفيروس كوفيد-19، وذلك من خلال جراحة في الأنف تستخدم عادةً لعلاج انسداد الممرات الأنفية.

وفقد ما يصل إلى 100 ألف شخص في المملكة المتحدة حاسة الشم نتيجة للإصابة بكوفيد طويل الأمد، مما أثر بشدة على حياتهم اليومية ونوعية معيشتهم.

ومن بين هؤلاء، بينيلوب نيومان، البالغة من العمر 27 عامًا والتي شاركت في دراسة أجرتها مؤسسة مستشفيات جامعة كوليدج لندن (UCLH)، حيث خضعت للجراحة بعد أن فقدت الأمل في استعادة حاستي الشم والتذوق.

وقالت نيومان لـ"سكاي نيوز": "قبل الجراحة، كنت قد بدأت أُسلّم بأنني لن أستعيد حاسة الشم والتذوق كما كانت من قبل. كانت الأطعمة التي يمكنني طهيها وتناولها محدودة، ولم أكن أستطيع الذهاب إلى المطاعم، لأن ذلك كان يشعرني بشعور سيء."

وأضافت: "كان اللجوء إلى الجراحة خطوة جريئة، لكنها كانت مخاطرة كنت مستعدة لتحملها حتى ولو كان هناك احتمال ضئيل أن تساعدني."

ويعرف الإجراء الجراحي المستخدم باسم "رأب الحاجز الأنفي الوظيفي" (functional septorhinoplasty - FSRP)، وهو مصمم في الأساس لتصحيح انحراف الحاجز الأنفي، مما يزيد من حجم الممرات الأنفية وتدفق الهواء إلى المنطقة المسؤولة عن حاسة الشم.

ويعتقد الباحثون أن هذه العملية تعمل على تحفيز استعادة حاسة الشم لدى المرضى الذين فقدوها بسبب كوفيد طويل الأمد، عن طريق تحسين تدفق الهواء وتعزيز قدرة الأعصاب الحسية على التعافي.

وبعد الجراحة، قالت بينيلوب إنها بدأت تستمتع مجددًا بروائح الطعام والقدرة على تناول مكونات مثل الثوم والبصل، وأصبحت قادرة على الخروج لتناول الطعام مع أصدقائها وعائلتها دون الشعور بالعزلة.

وأضافت:"حاستي الشم والتذوق عادتا تقريبًا إلى طبيعتهما، رغم أنني ما زلت أعاني من نقص طفيف. لكنني سعيدة للغاية لأنني لم أعد معزولة كما كنت من قبل. لن أعتبر هذه الحواس أمرًا مسلمًا به مرة أخرى."

وشملت الدراسة 25 مريضًا يعانون من كوفيد طويل الأمد، حيث خضع 12 مريضًا للجراحة، بينما استمر 13 مريضًا آخرون في اتباع طريقة تقليدية تُعرف باسم "تدريب الشم"، والتي تعتمد على استنشاق نفس الروائح مرارًا وتكرارًا.

وأبلغ كل المرضى الذين خضعوا للجراحة عن تحسن في حاسة الشم، في المقابل، لم يُظهر أي من المرضى في مجموعة التدريب على الشم أي تحسن، بل أبلغ 40% منهم عن تدهور حالتهم.

ويُعتبر هذا الاكتشاف نقلة نوعية في علاج فقدان الشم المرتبط بكوفيد طويل الأمد، ويمكن أن يفتح الباب أمام استخدام الجراحة كخيار علاجي لمن يعانون من فقدان حاسة الشم على المدى الطويل.

ويواصل الباحثون في جامعة كوليدج لندن دراسة تأثير الجراحة على نطاق أوسع، وسط آمال بأن تصبح الخيار العلاجي القياسي لأولئك الذين فقدوا إحدى أهم حواسهم بسبب الجائحة.

التالي تطوير قارئ موجات دماغية ميسور التكلفة لدعم المصابين بمرض العصبون الحركي المتقدم