عرب لندن

في تطور أمني خطير، تم الكشف عن عملية تجسس روسية ثانية تستهدف المعارضين الروس المقيمين في بريطانيا، وفقًا لمصادر أمنية مطلعة.

وبحسب "الغارديان"، تلقى رومان دوبروخوتوف، الصحافي الاستقصائي البارز الذي كان ضمن أهداف شبكة التجسس الروسية المدانة حديثًا، تحذيرًا من الشرطة البريطانية بشأن محاولات مستمرة لمراقبته وأفراد عائلته.

وقال دوبروخوتوف، البالغ من العمر 41 عامًا، والذي انتقل إلى المملكة المتحدة في يناير 2023: “تلقيت تحذيرًا من الشرطة في الربيع الماضي، وهذه المحاولات لا تزال مستمرة.”

ولم يتم الكشف عن تفاصيل التحذير بناءً على طلبه، كما لم يتم الإفصاح عن مكان إقامته هو وزوجته كيت وطفليه البالغين من العمر 8 و10 سنوات، لدواعٍ أمنية.

وتمت إدانة ستة مواطنين بلغاريين مقيمين في بريطانيا بتهمة التجسس لصالح روسيا، وهم: فانيا غابيروفا (30 عامًا)، كاترين إيفانوفا (33 عامًا)، تيهومير إيفانتشيف (39 عامًا)، أورلين روسيف (47 عامًا)، بيسير دزامبازوف (43 عامًا)، وإيفان ستويانوف (34 عامًا).

كما تم الكشف عن أن يان مارساليك، النمساوي البالغ من العمر 44 عامًا والمطلوب دوليًا، كان يدير عمليات التجسس من موسكو لصالح روسيا، رغم كونه متورطًا في فضيحة احتيال مالي بقيمة 1.6 مليار جنيه إسترليني ضمن شركة “وايركارد” الألمانية.

وكان من بين أهداف شبكة التجسس الصحافيان الاستقصائيان كريستو غروزيف ودوبروخوتوف، اللذان كشفا هوية ضابطي الاستخبارات العسكرية الروسية المتورطين في محاولة اغتيال الجاسوس الروسي السابق سيرجي سكريبال وابنته يوليا باستخدام غاز "نوفيتشوك" في سالزبوري عام 2018.

وكشفت التحقيقات أن جواسيس موسكو تتبعوا دوبروخوتوف عن كثب، حتى إنهم تمكنوا من تسجيل رمز الدخول إلى هاتفه المحمول أثناء جلوس أحدهم بجواره على متن طائرة. كما ناقشوا بين بعضهم إمكانية تسميمه بمادة الريسين في شوارع لندن أو حتى اختطافه باستخدام قارب صغير.

وجاء تحذير الشرطة البريطانية من استمرار محاولات استهداف دوبروخوتوف بعد أشهر فقط من تفكيك شبكة التجسس في فبراير 2024.

ويترأس دوبروخوتوف موقع "ذا إنسايدر" الاستقصائي، الذي تسببت تحقيقاته في فرض عقوبات اقتصادية غربية على نحو 80 شركة و60 شخصًا بسبب تورطهم في دعم حرب بوتين على أوكرانيا.

وقال الصحافي الروسي: "بعد اعتقال البلغاريين، كان من الواضح أن الاهتمام بنا لم يتوقف، خصوصًا أن عملنا الاستقصائي مستمر. تلقينا معلومات من مصادر روسية بأن المهمة التي كانت تديرها الاستخبارات الفيدرالية الروسية (FSB) قد أُعيد إسنادها الآن إلى الاستخبارات العسكرية الروسية (GRU)."

وأضاف: "كنا نتوقع استمرار التهديدات، ولذلك لم يكن تحذير الشرطة مفاجئًا، بل كان تأكيدًا لما كنا نعلمه بالفعل."

وأكد دوبروخوتوف أنه بات مضطرًا إلى تغيير أماكن إقامته باستمرار لتجنب أعين الجواسيس الروس.

وقال: "كل أفراد عائلتي قلقون، فهم يدركون أن الخطر لا يقتصر عليّ وحدي، بل عليهم أيضًا. إذا تم وضع مادة نوفيتشوك على مقبض الباب، فقد نصبح جميعًا ضحايا."

وتابع: "أسوأ ما في الأمر هو عدم معرفة مدى خطورة التهديد. هل يجب أن نكون في حالة تأهب دائم، أم يمكننا الاسترخاء؟ من الصعب العيش في ظل هذه الشكوك."

من جانبه، أكد متحدث باسم شرطة مكافحة الإرهاب البريطانية أن السلطات تعمل بشكل مكثف لمواجهة أي محاولات لقمع المعارضين في المملكة المتحدة.

وقال المتحدث: "نعمل بالتنسيق مع قوات الشرطة والشركاء الأمنيين لرصد وإحباط أي نشاط عدائي من قبل الدول الأجنبية داخل بريطانيا."

وأضاف: "شهدنا في الفترة الأخيرة عدة اعتقالات وتوجيه اتهامات بموجب قانون الأمن القومي، وسنواصل اتخاذ كافة الإجراءات الممكنة لحماية الأفراد المستهدفين."

كما شدد على أهمية التعاون مع الجمهور، قائلًا: "ندعو أي شخص لديه معلومات عن تدخل أجنبي مشبوه إلى إبلاغ الشرطة فورًا."

واختتم المتحدث تصريحه بالتأكيد على أن الشرطة توفر إرشادات أمنية متقدمة وحماية مستمرة للأفراد المهددين، مشيرًا إلى أن هذه التدابير ليست سوى جزء من الجهود الواسعة التي تُبذل لضمان سلامة الأشخاص المعرضين للخطر.

السابق طعن مروع في إنفيلد.. اعتقال شاب بشبهة الشروع في القتل!
التالي ثغرة في قوانين حظر الأقنعة تُمكن المتظاهرين من إخفاء وجوههم