عرب لندن

أدانت محكمة بريطانية ثلاثة مواطنين بلغاريين بتهمة التجسس لصالح روسيا، بعد تورطهم في سلسلة من الأنشطة الاستخباراتية عبر أوروبا تحت إشراف هارب مقيم في موسكو.

وبعد أكثر من 32 ساعة من المداولات، أصدرت هيئة المحلفين في محكمة أولد بيلي أحكامًا بالإجماع ضد كاترين إيفانوفا (33 عامًا)، فنية مختبر، وفانيا جابيروفا (30 عامًا)، خبيرة تجميل، وتيهومير إيفانشيف (39 عامًا)، رسام ومصمم ديكور، وجميعهم كانوا مقيمين في لندن قبل اعتقالهم.

وذكر موقع صحيفة "الغارديان" Guardian أن المحاكمة كشفت عن تورط المتهمين الثلاثة في شبكة تجسس يديرها رجل الأعمال النمساوي جان مارساليك، الذي فر إلى روسيا في عام 2020 بعد انهيار شركة كان يساهم في إدارتها، وسط فضيحة مالية بلغت قيمتها 1.9 مليار يورو (1.6 مليار جنيه إسترليني).

وأشرف مارساليك على عمليات مراقبة عدائية استهدفت الصحفي الاستقصائي كريستو جروزيف في بلغاريا والنمسا وإسبانيا، وهو الصحفي الذي ساهم في فضح الجواسيس الروس المتورطين في تسميم المعارض أليكسي نافالني.

كما كُلف بعض أعضاء الشبكة، من بينهم إيفانوفا، بمحاولة سرقة أرقام هواتف القوات الأوكرانية المتدربة في ثكنات أمريكية في شتوتغارت بألمانيا، باستخدام جهاز تجسس عسكري لم يكن معروفًا سابقًا لدى المجرمين.

وقاد عمليات التجسس أورلين روسيف (47 عامًا)، الذي كان يدير أنشطة المراقبة من دار ضيافة سابقة في بلدة نورفولك الساحلية. وعُثر في المقر على معدات إلكترونية وأجهزة تجسس تقدر قيمتها بمئات الآلاف من الجنيهات الإسترلينية.

وأقر روسيف بالذنب في تهم التجسس، إلى جانب بيزر دجامبازوف (43 عامًا)، أحد كبار أعضاء الشبكة، بينما نفى المتهمون الثلاثة الآخرون التهم الموجهة إليهم، مما أدى إلى محاكمتهم في أولد بيلي لمدة قاربت ثلاثة أشهر.

وكشفت الشرطة أنها كانت تراقب الشبكة منذ فترة غير معلنة، إلى أن نفذت حملة اعتقالات مفاجئة في فبراير 2023، قبل أن يتمكن الجواسيس من السفر إلى شتوتغارت للتجسس على القوات الأوكرانية هناك.

وقال القائد دوم مورفي، رئيس مكافحة الإرهاب في شرطة العاصمة البريطانية، إن تفكيك الشبكة تم بفضل الأدلة التي تم استرجاعها من هاتف روسيف، حيث تم تحليل 78,747 رسالة تيليجرام متبادلة بينه وبين مارساليك، كشفت عن ست عمليات تجسس رئيسية، إضافة إلى مؤامرات أصغر.

وأشار مورفي إلى أن نشاط التجسس الروسي في أوروبا لا يزال مستمرًا، وإن كان يتم عبر عملاء غير محترفين ومجرمين يتم توجيههم عن بعد، مؤكداً أن المملكة المتحدة ليست مستثناة من هذا التهديد.

وكشفت التحقيقات عن علاقات معقدة بين أعضاء الشبكة؛ إذ كانت إيفانوفا على علاقة طويلة مع دجامبازوف، لكنه في الوقت نفسه كان مرتبطًا بجابيروفا لمدة عام ونصف. وعند مداهمة شقة جابيروفا، عُثر على دجامبازوف في السرير معها، مما كشف خيانته لإيفانوفا، التي لم تكن على علم بالأمر حتى اعتقالها.

وخلال المحاكمة، حاولت إيفانوفا الدفاع عن نفسها بالادعاء بأنها تعرضت للتلاعب من قبل دجامبازوف ولم تكن تدرك أنها كانت تعمل لصالح المخابرات الروسية، بينما زعمت جابيروفا وإيفانشيف أنهما كانا يعتقدان أنهما يعملان لصالح الإنتربول، بعدما قدم لهما دجامبازوف بطاقة هوية مزورة.

وأُدين الثلاثة بالتآمر، بموجب المادة 1 من قانون العقوبات لعام 1977، لارتكاب جريمة بموجب المادة 1 من قانون الأسرار الرسمية لعام 1911، وهي جريمة تصل عقوبتها القصوى إلى السجن لمدة 14 عامًا.

وخلال التحقيقات، تتبع المحققون تدفق 210 آلاف يورو من روسيف إلى أعضاء الشبكة، ما عزز الأدلة ضدهم. وتمت مصادرة كميات ضخمة من المعدات الإلكترونية خلال المداهمات، شملت:

  • 221 هاتفًا محمولًا

  • 495 بطاقة SIM

  • 258 قرصًا صلبًا

  • 33 جهاز تسجيل صوتي

  • 55 كاميرا مراقبة

  • 11 طائرة مسيّرة

  • 75 جواز سفر ووثيقة هوية مزورة بأسماء مختلفة

كما عُثر في شقة إيفانوفا على وثائق هوية مزورة، مما زاد من الأدلة ضدها. وأمر القاضي هيلارد كيه سي باحتجاز المتهمين حتى جلسة النطق بالحكم، المقرر انعقادها بين 7 و12 مايو.

وفي السياق نفسه، تبين أن رجلًا سادسًا، إيفان ستويانوف (33 عامًا)، من جرينفورد في غرب لندن، كان متورطًا في بعض أنشطة التجسس، وأقر بالذنب قبل بدء المحاكمة، لكن لم يُسمح بالكشف عن ذلك إلا الآن.

السابق قيود الهجرة تحرم أطفال المهاجرين في المملكة المتحدة من رعاية الأطفال الحكومية
التالي تصاعد استغلال العمالة الوافدة في الرعاية الصحية وسط تباطؤ حكومي في التحقيق