نجح باحثون في جامعة نوتنغهام ترينت في تطوير جهاز لقراءة الموجات الدماغية، يسمح للأشخاص غير القادرين على التواصل عبر الكلام أو حركة العين بالإجابة بـ "نعم" أو "لا" باستخدام قوة التفكير فقط.
وأراد البروفيسور أمين الحبايبة، المتخصص في أنظمة الهندسة الذكية، دعم الجمعيات الخيرية التي تساعد مرضى داء العصبون الحركي ومتلازمة المُنحبس، بعد وفاة صهره نعيم رضوان عن عمر 38 عامًا بسبب المرض.
وقاد البحث إلى تطوير جهاز قراءة الموجات الدماغية باستخدام أدوات متاحة في الأسواق، مدعومًا بخوارزمية ذكاء اصطناعي مبتكرة، مما جعله ميسور التكلفة.
ويعتمد الجهاز على تفسير الإشارات الدماغية للمرضى عندما يُطلب منهم تخيّل سيناريوهات متباينة للإشارة إلى "نعم" أو "لا". فعلى سبيل المثال، يُطلب من المريض تخيّل فرحة ركل كرة قدم للدلالة على "نعم"، بينما يُطلب منه تخيّل كونه محاصرًا في غرفة مع فيل للدلالة على "لا".
وتلتقط ثلاثة مستشعرات تخطيط كهربية الدماغ (EEG) هذه الإشارات التناظرية خلال خمس ثوانٍ، ثم تُضخَّم وتُحوَّل إلى إشارات رقمية قبل أن يفسرها الذكاء الاصطناعي ويعرض الإجابة على الشاشة.
وأكد البروفيسور الحبيبية أن هذه التقنية ستتيح لمرضى المراحل المتأخرة من داء العصبون الحركي نقل معلومات حيوية عندما لا يكون بإمكانهم حتى الرمش، وفقا لما نقلته “التلغراف”.
وأوضح أن الجهاز يمكن أن يُستخدم لمعرفة مدى راحة المريض، أو ما إذا كان يحتاج إلى أدوية إضافية، أو لنقل رغباته بوضوح.
وشدد الباحثون على أهمية جعل هذه التقنية ميسورة التكلفة حتى تتمكن الجمعيات الخيرية والمستشفيات ودور الرعاية من الاستفادة منها، بدلاً من أن تكون مشروعًا تجاريًا ربحيًا.
وأظهرت الأبحاث أن الجهاز يحتاج إلى حوالي عشر محاولات لتعلم نمط الإشارات الدماغية للفرد، ويحقق نسبة نجاح تصل إلى 90% إذا تمكن المريض من التركيز دون تشتيت.
وبلغت التكلفة لكل جهاز قارئ حوالي 300 جنيه إسترليني، ونُشر البحث تحت ترخيص المشاع الإبداعي، مما يتيح للمنظمات استخدامه بحرية دون قيود حقوق النشر.
وأشارت شيرميلا ماجومدار، طالبة الدكتوراه التي عملت على المشروع، إلى أن هذه التقنية يمكن أن تساعد المرضى في حالاتهم الحرجة على التواصل في لحظاتهم الأخيرة.
كما أكد الدكتور أحمد أومورتاج، المشرف المشارك على المشروع، أن أجهزة تخطيط كهربية الدماغ الطبية الحالية مكلفة، لكن القدرة على فك شيفرة الأفكار باستخدام عدد قليل من المستشعرات قد تزداد قيمتها بمرور الوقت وتجد تطبيقات أوسع.