تقرير: السمنة ستطال أكثر من نصف البالغين في العالم بحلول 2050
عرب لندن
حذر تقرير حديث من أن أكثر من نصف البالغين وثلث الأطفال والشباب حول العالم سيعانون من السمنة أو زيادة الوزن بحلول عام 2050، مما يشكل خطرًا كبيرًا على الصحة العامة والأنظمة الطبية عالميًا.
ووفقًا لتحليل نشرته مجلة The Lancet، فإن العجز في مواجهة أزمة السمنة خلال العقود الثلاثة الماضية أدى إلى تضاعف أعداد المصابين بشكل حاد. فحاليًا، يعاني 2.11 مليار بالغ فوق سن 25 و493 مليون طفل وشاب (بين 5 و24 عامًا) من زيادة الوزن أو السمنة، مقارنة بـ 731 مليونًا و198 مليونًا على التوالي في عام 1990.
وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" تتوقع الدراسة أنه بحلول عام 2050، سيرتفع العدد إلى 3.8 مليار بالغ وأكثر من 746 مليون طفل وشاب، مما يعني ارتفاعًا بنسبة 121% في معدلات السمنة بين الأطفال والشباب، ليصل عدد المصابين إلى 360 مليونًا.
بحلول عام 2050، سيتركز ثلث الأطفال والشباب الذين يعانون من السمنة (130 مليونًا) في شمال إفريقيا والشرق الأوسط وأمريكا اللاتينية والكاريبي، مما سيؤدي إلى تداعيات صحية واقتصادية واجتماعية خطيرة.
وحذرت الدراسة من أن الأطفال يكتسبون الوزن بسرعة تفوق الأجيال السابقة، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض مثل السكري من النوع الثاني وارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب والسرطان في سن مبكرة.
فعلى سبيل المثال، في الدول ذات الدخل المرتفع، كان 7% فقط من الرجال المولودين في الستينيات يعانون من السمنة عند بلوغهم 25 عامًا، لكن النسبة ارتفعت إلى 16% لمن ولدوا في التسعينيات، ومن المتوقع أن تصل إلى 25% لمن ولدوا عام 2015.
وفي المملكة المتحدة، يُتوقع أن ترتفع معدلات السمنة بين الأطفال (5-14 عامًا) من 12% بين الفتيات في 2021 إلى 18.4% في 2050، ومن 9.9% إلى 15.5% بين الفتيان خلال نفس الفترة.
ضغط متزايد على الأنظمة الصحية وتفاوت في فرص العلاج
بحلول عام 2050، سيكون ربع البالغين المصابين بالسمنة ممن هم في سن 65 أو أكثر، مما سيشكل ضغطًا إضافيًا على الأنظمة الصحية المثقلة بالفعل، خاصة في البلدان ذات الموارد المحدودة.
وفي تقرير آخر نشره الاتحاد العالمي للسمنة، تم التحذير من أن أكبر عدد من الوفيات المبكرة المرتبطة بالسمنة يقع في البلدان متوسطة ومنخفضة الدخل، حيث تعاني الأنظمة الصحية من ضعف إمكانيات العلاج.
وقالت جوهانا رالستون، المديرة التنفيذية للمنتدى العالمي للسمنة: “السمنة لها تأثيرات صحية واقتصادية واجتماعية كبيرة، ومن المرجح أن تواجه البلدان الفقيرة تحديات أكبر في التعامل مع آثارها.”
وأشار الباحثون القائمون على دراسة The Lancet إلى بعض القيود التي واجهتهم، مثل محدودية البيانات المستخدمة في التوقعات، بالإضافة إلى أن التقديرات لم تأخذ في الاعتبار التطورات الحديثة في علاج السمنة، مثل الأدوية المخصصة لإنقاص الوزن.
وفي تعليق منفصل، قال ثوركيلد سورينسن، الأستاذ بجامعة كوبنهاغن، والذي لم يشارك في البحث: "وصلت أزمة السمنة إلى مستوى يتطلب تدخلات صحية عامة على نطاق عالمي."