عرب لندن 


حذرت دراسة حديثة نشرتها The Lancet من أن أكثر من 75% من البالغين في المملكة المتحدة سيعانون من السمنة أو زيادة الوزن بحلول عام 2050. وأشارت الدراسة إلى أن أزمة السمنة ستتفاقم عالمياً، مع ارتفاع كبير في معدلات السمنة بين الأطفال والبالغين على حد سواء.

وحسب ما ذكرته صحيفة الغارديان "The Guardian" توقعت التي تُعد الأوسع من نوعها حتى الآن، أن ترتفع نسبة الأشخاص الذين يعانون من السمنة في بريطانيا وأيرلندا الشمالية إلى 77% من إجمالي السكان البالغين بحلول عام 2050. 

ومن المتوقع أن يتأثر نحو 22 مليون رجل و21 مليون امرأة بهذه المشكلة في ذلك الوقت. كما توقعت الدراسة أن تزداد معدلات السمنة بشكل خاص بين الأجيال الأصغر سناً.

وأظهرت الدراسة ارتفاعاً مقلقاً في معدلات السمنة بين الأطفال من عمر 5 إلى 14 سنة. فمن المتوقع أن يرتفع معدل السمنة بين الفتيات من 12% في 2021 إلى 18.4% في 2050، وبين الأولاد من 9.9% إلى 15.5%. وتُظهر التوقعات أن الفئة العمرية 5-9 سنوات ستشهد أكبر زيادة في معدلات السمنة.

وتحذر الدراسة من أن هذا الارتفاع الكبير في السمنة سيؤدي إلى عبء مالي وصحي هائل على هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS)، حيث يُتوقع أن ترتفع تكاليف السمنة إلى 6.5 مليار جنيه استرليني سنوياً. كما أن السمنة تعد السبب الثاني الأكثر شيوعاً للإصابة بالسرطان القابل للوقاية. 

وفي هذا السياق، ذكر وزير الصحة البريطاني، ويس ستريتينغ، أن السمنة تشكل عبئاً أكبر من التدخين على النظام الصحي، حيث تؤدي الأمراض المرتبطة بالسمنة إلى زيادة الأيام المرضية للموظفين، كما يضطر البعض للتوقف عن العمل بشكل كامل.

وتتوقع دراسة جديدة أن أزمة السمنة ستتفاقم بشكل كبير على مستوى العالم بحلول عام 2050، حيث سيعاني أكثر من نصف البالغين من السمنة أو زيادة الوزن. وتشير التوقعات إلى أن الدول ذات الدخل المرتفع، مثل الولايات المتحدة وألمانيا، ستشهد زيادة ملحوظة في معدلات السمنة. 

وفي الوقت نفسه، تتوقع الدراسة أن بعض الدول النامية، مثل سوريا والإمارات، ستصل معدلات السمنة فيها إلى 94% من الرجال و96% من النساء في المستقبل القريب.

في مواجهة هذه الأزمة، تعمل الحكومة البريطانية على تنفيذ سياسات جديدة للحد من تفشي السمنة، مثل حظر إعلانات الوجبات السريعة وطرح أدوية لفقدان الوزن للمواطنين العاطلين عن العمل كجزء من تجارب تهدف إلى تحسين الصحة العامة.

وتستمر السمنة في كونها تهديداً صحياً كبيراً، حيث ترتبط بالعديد من الأمراض الخطيرة مثل أمراض القلب، السرطان، ومرض السكري من النوع الثاني.

وقد حذر الخبراء من أن الزيادة المستمرة في معدلات السمنة قد تضع ضغوطاً مالية إضافية على النظام الصحي، مما قد يؤدي إلى تخصيص 60% من ميزانية هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) لعلاج الأمراض القابلة للوقاية بحلول عام 2040.


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 


 

السابق بريطانيا: محاكمة صبي طعن فتاة خلال رحلة تخييم في عيد الهالوين
التالي بريطانيا تدرس حظر دخول المجرمين للحانات والفعاليات الاجتماعية كبديل للسجن!