عرب لندن

يواجه مرضى هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) الذين يعانون من أمراض عيون معقدة خطر فقدان البصر، حيث يزعم خبراء أن الأطباء في القطاع الخاص يفضلون إجراء العمليات الأبسط والأكثر ربحية، مما يؤدي إلى تأخير علاج الحالات الحرجة.

وحذر مختصون من أن ارتفاع الرسوم المدفوعة للأطباء المستقلين من قبل الـ (NHS) لإجراء عمليات إزالة المياه البيضاء (الكاتاراكت) أدى إلى زيادة التأخير في العلاجات الأكثر تعقيدًا. كما أن العديد من الاستشاريين يعملون بشكل متزايد في القطاع الخاص، مما يقلل من عدد المرضى الذين يتلقون الرعاية عبر نظام "NHS".

من جانبه، قال الدكتور بن بيرتون، رئيس الكلية الملكية لطب العيون، إن النظام الصحي في وضع حرج، وفقا "للميرور".

 وأضاف: “العيادات قد تفضل اختيار الإجراءات الأبسط، بينما تسقط العمليات الأكثر تعقيدًا على عاتق الـ NHS. هؤلاء الاستشاريون كانوا يعالجون حالات خطيرة مثل الجلوكوما، وهو مرض لا رجعة فيه قد يؤدي إلى العمى، وأمراض الشبكية التنكسية التي تتطلب علاجًا مستمرًا.”

وفقًا لبيانات "NHS"، ارتفع عدد عمليات إزالة المياه البيضاء من 451 ألف في عام 2019-2020 إلى 676 ألف في 2023-2024. 

ومع ذلك، تلقى 393,600 مريضًا فقط (66%) العلاج في غضون 18 أسبوعًا، بينما اضطر 1.6% من بين 589,508 مريضًا إلى الانتظار لمدة عام كامل.

وشهدت تكلفة إجراء عملية إزالة المياه البيضاء ارتفاعًا من 861 جنيهًا إسترلينيًا إلى 1,216 جنيهًا إسترلينيًا بين عامي 2019 و2022، غير أن "NHS" خفضت من رسوم العملية المعقدة بنسبة 12% العام الماضي. 

في المقابل، ارتفعت رسوم الإجراءات البسيطة من 739 إلى 837 جنيهًا إسترلينيًا، مما جعلها أكثر جاذبية للأطباء، حيث يمكن تنفيذ عدة عمليات منها في يوم واحد، ما يجعلها خيارًا مربحًا.

بدوره، حذر الدكتور بيتر برينسلي، الجراح السابق والنائب عن حزب العمال، من انتشار أمراض العيون في مناطق محددة بشكل ملحوظ بسبب نقص الرعاية. 

وأضاف: “يجب تعديل التعريفة لضمان وصول المرضى إلى العلاجات الضرورية في الوقت المناسب.”

من جانبه، قال روبرت كوبر، من المعهد الملكي الوطني للمكفوفين، إن تأخير العلاج يؤدي إلى تدهور نظر بعض المرضى.

من جانبها، صرحت "NHS" بأنها تدرس “التأثير السريع لنمو القطاع المستقل” وتسعى لضمان استدامة الخدمات لجميع حالات العيون، في محاولة لمعالجة الفجوة المتزايدة في توفير الرعاية للمرضى الأكثر احتياجًا.

السابق تقرير: السمنة ستطال أكثر من نصف البالغين في العالم بحلول 2050
التالي عقبات بيروقراطية في NHS تحرم مرضى السرطان من علاجات منقذة للحياة