عرب لندن

وصل رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لإجراء محادثات حاسمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في خطوة يُنظر إليها على أنها ستحدد ملامح العلاقة بين البلدين للسنوات الأربع المقبلة.

وفي كلمة مقتضبة ألقاها في مقر السفير البريطاني، حرص ستارمر على التأكيد على القيم المشتركة بين بريطانيا والولايات المتحدة، قائلاً: "نريد أن نعمل معكم، نريد أن نرحب بكم في بريطانيا. نريد شراكة جديدة، لأن تاريخنا يُثبت أنه عندما نتعاون، تتحقق إنجازات عظيمة"، وفقا لما أوردته "سكاي نيوز".

وعلى الرغم من تزايد التوتر بين البيت الأبيض وأوروبا بشأن الملف الأوكراني، حاول رئيس الوزراء البريطاني التقليل من حدة الخلافات، مشددًا على ثقته في الرئيس الأمريكي. 

وقبيل اجتماعه المرتقب مع ترامب في البيت الأبيض، أكد ستارمر أن المملكة المتحدة تعمل "بانسجام تام" مع الإدارة الأمريكية بشأن أوكرانيا.

وعندما سُئل عن مدى ثقته في ترامب في ظل التطورات الأخيرة، أجاب بثقة: "نعم. لدي علاقة جيدة معه. لقد التقيته وتحدثت معه هاتفيًا، والعلاقة بين بلدينا علاقة خاصة، بُنيت على تاريخ طويل من التعاون، سواء في الحروب أو التجارة. وأرغب في أن تزداد قوةً ورسوخًا."

غير أن أجواء الزيارة لم تخلُ من التوتر، إذ بدت مواقف ترامب متباينة مع رؤية ستارمر، خاصة فيما يتعلق بالدور الأمريكي في دعم أوكرانيا عسكريًا. 

ففي أول اجتماع لمجلس وزرائه يوم الأربعاء، صرح ترامب قائلاً: "لن أقدم أي ضمانات أمنية كبيرة، بل سأترك الأمر لأوروبا، لأنها الجار الأقرب."

هذا التصريح يتناقض مع تأكيدات ستارمر قبيل وصوله إلى واشنطن، حيث شدد على أهمية وجود "ضمانات أمنية فعالة" لحماية أوكرانيا، موضحًا: "نحن جميعًا نطمح إلى حل سلمي، لكنه يجب أن يكون دائمًا. وهذا يتطلب وجود ضمانات أمنية قوية تردع بوتين عن إعادة الكَرّة."

وأضاف رئيس الوزراء: "إذا تم التوصل إلى وقف لإطلاق النار دون وجود ضمانات كافية، فإن ذلك سيمنح بوتين فرصة جديدة للانتظار ثم الهجوم مجددًا، لأن طموحه تجاه أوكرانيا واضح للجميع."

وفيما تستعد دول أوروبية، مثل بريطانيا وفرنسا، لإرسال قوات لحفظ السلام على الحدود الأوكرانية-الروسية، تظل مسألة الدعم الأمريكي حجر الزاوية في الجهود الرامية إلى احتواء موسكو.

 ويأتي هذا فيما طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بضمانات أمريكية واضحة ضمن الاتفاقيات المتعلقة بالمعادن الحيوية، إلا أن الاتفاق المبدئي الذي تم التوصل إليه بين الجانبين لم يتضمن أي التزام عسكري صريح من واشنطن.

وفي محاولة لتعزيز موقع بريطانيا داخل حلف الناتو وكسب ود ترامب، أعلن ستارمر قبيل رحلته إلى واشنطن عن زيادة في الإنفاق الدفاعي البريطاني، استجابة لمطلب أمريكي رئيسي، مؤكداً التزامه بنشر قوات بريطانية في أوكرانيا كجزء من استراتيجية دعم الحلفاء الأوروبيين.

وقال ستارمر: "لطالما لعبنا دور الجسر بين الولايات المتحدة وأوروبا، بفضل علاقتنا الخاصة بواشنطن والتزامنا تجاه حلفائنا الأوروبيين. ولن نختار بين طرفي الأطلسي، بل سنواصل العمل مع كليهما كما فعلنا لعقود."

وفي ختام تصريحاته، وجّه رئيس الوزراء البريطاني رسالة طمأنة إلى مواطنيه، مؤكدًا أن زيادة الإنفاق الدفاعي تهدف إلى ضمان أمن المملكة المتحدة، كما ستسهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال تعزيز قطاع الصناعات الدفاعية.

السابق بريطانيا تلغي نظامًا خصم 480 مليون جنيه من إعانات المستأجرين
التالي أكثر من مليوني شخص عاجزون عن الحصول على رعاية أسنان عاجلة في NHS