أكثر من مليوني شخص عاجزون عن الحصول على رعاية أسنان عاجلة في NHS
عرب لندن
كشفت تقارير حديثة أن أكثر من مليوني شخص في بريطانيا بحاجة ماسة إلى علاج الأسنان، لكنهم غير قادرين على حجز موعد في عيادات NHS، ما يثير مخاوف من لجوء البعض إلى حلول يائسة، مثل خلع أسنانهم بأنفسهم، كما كان شائعاً في العصر الفيكتوري.
وبحسب الجمعية البريطانية لطب الأسنان (BDA)، تعهدت الحكومة بتوفير 700 ألف موعد إضافي، إلا أن هذا العدد يغطي ثلث المحتاجين فقط، مما يترك ملايين الأشخاص بلا رعاية. وذكرت الجمعية حالات لأشخاص اضطروا إلى خلع أسنانهم بأنفسهم، وآخرين أصيبوا بعدوى خطيرة انتهت بهم في غرف الطوارئ.
2.2 مليون شخص بلا مواعيد أسنان في NHS
في رسالة رسمية من NHS إنجلترا إلى قادة الصحة المحليين، جاء فيها: “تشير التقديرات إلى أن 2.2 مليون شخص سنوياً، أي 3.5% من السكان، غير قادرين على حجز موعد مع طبيب أسنان في NHS رغم حاجتهم للعلاج، مما يعني أنهم بحاجة ماسة إلى رعاية عاجلة.”
وتخطط الحكومة لتخصيص المواعيد الجديدة للمناطق التي تعاني من نقص حاد في خدمات طب الأسنان، والتي تُعرف بـ "صحارى الأسنان". كما حددت لكل هيئة صحية محلية عددًا معينًا من المواعيد العاجلة بناءً على تقديرات الحاجة الفعلية، في محاولة لتخفيف الضغط على الخدمات الصحية.
انتقد شيف باباري، رئيس لجنة الممارسات العامة في الجمعية البريطانية لطب الأسنان (BDA)، خطة الحكومة الجديدة بشدة، قائلاً: “يبدو أن الحكومة أدركت فجأة الحاجة إلى الرعاية العاجلة، لكنها قررت تغطية ثلثها فقط. هذا تقشف على عكازات.”
وأضاف: "بدلاً من القضاء على ظاهرة خلع الأسنان ذاتياً، تضمن وزارة الخزانة استمرار هذه المشاهد المرعبة التي تعود إلى العصر الفيكتوري. يتحمل الوزراء مسؤولية أخلاقية لضمان عدم ترك أي مريض في هذا الوضع."
في سياق متصل، كشف استطلاع جديد أجرته منظمة "دنتال بروتيكشن" – الذراع الطبي لجمعية الحماية الطبية – أن 63% من أطباء الأسنان والمتخصصين في المجال يعانون من الإرهاق الشديد والتعب المستمر.
وشمل الاستطلاع 1,600 مشارك، من بينهم أطباء الأسنان، والممرضون، وأخصائيو صحة الفم، والمعالجون، حيث أظهر أن 50% منهم يشعرون بالضغط للعمل لساعات إضافية؛ بسبب الطلب المتزايد على مواعيد NHS.
وأشار بعض المشاركين إلى أنهم يعملون لساعات مفرطة في محاولة لتلبية الطلب، بينما تحدث آخرون عن نقص حاد في الموظفين، وبيئة عمل مرهقة قائمة على الأهداف الصارمة، إضافة إلى أزمات مالية ناجمة عن معدلات التعويض الحكومي الحالية، التي لا تغطي التكاليف التشغيلية، وفقاً لتقرير "دنتال بروتيكشن".
حذرت إيفون شو، من منظمة "دنتال بروتيكشن"، من أن الإرهاق الذي يعاني منه المتخصصون في طب الأسنان يشكل خطراً على صحتهم النفسية، قائلة: "من المقلق أن نرى نسبة كبيرة من العاملين في هذا القطاع يعانون من الإرهاق الشديد ومدى تأثير ذلك على صحتهم النفسية."
وأضافت: "من المتوقع أن تعلن الحكومة هذا العام عن استراتيجية NHS لمدة 10 سنوات، ويجب أن تتضمن خطة واضحة لإصلاح عقد أطباء الأسنان في NHS لضمان استدامة الخدمات وتحسين بيئة العمل."
من جانبها، أقرت وزارة الصحة والرعاية الاجتماعية بوجود أزمة في خدمات طب الأسنان ضمن NHS بعد سنوات من التراجع، لكنها أكدت أنها تعمل على إصلاح الوضع تدريجياً.
وقال متحدث باسم الوزارة: “نحن ندرك أن خدمات طب الأسنان في NHS تعاني من أزمة بعد سنوات من الإهمال. التزامنا بإعادة بناء هذا النظام بدأ بتوفير 700 ألف موعد إضافي، وهو مجرد خطوة أولى.”
وأضاف: “نعمل على إصلاح عقود أطباء الأسنان لجذب المزيد منهم إلى NHS وسد الفجوات الإقليمية. كما أطلقنا برنامج 'الترحيب الذهبي' لاستقطاب أطباء الأسنان إلى المناطق التي تعاني من نقص الخدمات، مع وجود مئات الوظائف المعلنة بالفعل.”
ومع استمرار الأزمة المتفاقمة، تتزايد الضغوط على الحكومة لاتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لضمان حصول جميع البريطانيين على الرعاية السنية اللازمة دون اللجوء إلى حلول يائسة وخطيرة.