عرب لندن
تواجه العصابات التي تستخدم أجهزة تشويش الإشارات في سرقة السيارات عقوبة السجن حتى خمس سنوات، وفقًا لتشريع جديد تسعى الحكومة إلى تمريره ضمن مشروع قانون الجريمة والشرطة.
وتُستخدم هذه الأجهزة، التي تتيح للصوص فتح السيارات دون الحاجة إلى مفاتيح، في 40% من حالات سرقة المركبات في إنجلترا وويلز، بينما تشير تقديرات شرطة ميتروبوليتان إلى أن 60% من سرقات السيارات في لندن تتم باستخدام هذه التقنية.
حاليًا، لا يمكن مقاضاة الأفراد إلا إذا ثبت استخدامهم لهذه الأجهزة في ارتكاب جريمة. لكن القانون الجديد سيحظر امتلاكها أو استيرادها أو تصنيعها أو تعديلها أو توزيعها، مما يعني أن أي شخص يُضبط بحوزته أحد هذه الأجهزة سيتعين عليه إثبات أنه يستخدمها لأغراض مشروعة.
وحسب ما ذكرته صحيفة الإندبندنت “Independent” أكدت الحكومة أن من يتم العثور لديه على جهاز تشويش الإشارة، أو يثبت تورطه في توزيعه، قد يواجه السجن لمدة تصل إلى خمس سنوات وغرامة غير محدودة.
وفقًا لبيانات وزارة الداخلية، تم تسجيل 732,000 حادثة سرقة مرتبطة بالمركبات خلال السنة المنتهية في سبتمبر 2024. وتتم معظم السرقات باستخدام أجهزة تضخيم الإشارة وتقنيات التكرار اللاسلكي، التي تخترق أنظمة القفل عن بُعد.
وكشف حزب الديمقراطيين الليبراليين أن 78.5% من سرقات السيارات تبقى دون حل، مطالبًا بزيادة تمويل الشرطة المجتمعية. كما أشار الحزب إلى أن 25 ألف حادثة سرقة سيارات لم تُحل خلال ثلاثة أشهر فقط.
وأكدت وزيرة شرطة حزب العمال، ديانا جونسون، أن سرقات السيارات تترك أثراً مدمراً على الضحايا الذين يعتمدون على مركباتهم في حياتهم اليومية. وقالت: "ندرك القلق الكبير الذي يشعر به المواطنون بسبب الانتشار الواسع لهذه الأجهزة الإلكترونية المستخدمة في السرقة."
ومن جانبها، شددت جيني سيمز، مساعدة رئيس المجلس الوطني لقادة الشرطة والمسؤولة عن مكافحة جرائم المركبات، على أن أجهزة تشويش الإشارات لا تخدم أي غرض مشروع سوى تسهيل الجرائم، مضيفة: "الحد من انتشار هذه الأجهزة سيساعد الشرطة وقطاع السيارات في منع سرقات المركبات، التي تلحق ضرراً كبيراً بالأفراد والشركات."
ورحب قادة صناعة السيارات بالتشريع الجديد، حيث وصف سيمون ويليامز، رئيس السياسات في RAC، الحظر بأنه "خطوة تأخرت كثيراً".
أما إدموند كينج، رئيس جمعية AA، فأكد أن العقوبات المشددة ستردع اللصوص عن سرقة السيارات، موضحاً: "هذه خطوة إيجابية ستجعل المجرمين يعيدون التفكير قبل سرقة المركبات. فمع تطور تكنولوجيا السيارات، يسعى اللصوص باستمرار لمواكبتها واختراق أنظمة الأمان. عمليات التكرار اللاسلكي وتشويش الإشارات أصبحت شائعة، وهذه الإجراءات ستمنح الشرطة مزيداً من الأدوات لمكافحة جرائم السيارات."